أهالي غزة الذين أغاثهم المطر من خطر العطش وشاهدناهم كيف يشربون ماء المطر ويحتفلون ابتهاجا بنزوله بعد قطع قوات الاحتلال لمصادر المياه عن القطاع ،اليوم مع دخول فصل الشتاء تحول المطر إلى عبء إضافي يضاف إلى معاناتهم حيث يتواجدون في الهواء الطلق ولا سقف يرد عنهم برد الشتاء أو يقيهم من التبلل بمياه المطر وأنى للخيام التي نزحوا إليها أن تتحمل قساوة البرد ولعل تلك القساوة هي ألطف من ردود الأفعال الباردة تجاه الظلم الذي يتعرضون له
وناشدت منظمات إنسانية ودولية للإسراع بتأمين المستلزمات اللازمة لأهالي قطاع غزة مع دخول فصل الشتاء وكان آخرها ما قاله المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” “عدنان أبو حسنة” عن انتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة، نتيجة الاحتياجات الإنسانية الهائلة فيه، وخاصة مع دخول فصل الشتاء.
وأضاف “أبو حسنة” إن “الاحتياجات هائلة في قطاع غزة، ولا سيما مع دخول فصل الشتاء الذي يتطلب توفير الأدوية والوقود إضافة للملابس والأغطية بكميات كبيرة”.
كما اعتبر “أبو حسنة” أن ما يدخل من مساعدات إلى القطاع هو “نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية”، سواء خلال التهدئة المؤقتة أو بعدها، معربا عن المخاوف من انتشار الأمراض.
وكان مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في غزة، “توماس وايت” كشف في تصريحات أمس أن إحدى مدارس الوكالة الأممية بالقطاع الفلسطيني، تشهد تفشيا لمرض “التهاب الكبد الوبائي أ”، فيما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمس إلى استئناف إمدادات المساعدات الأساسية إلى غزة فوراً، على أن تتم إعادتها لمستويات لا تقل عنها خلال التهدئة الأخيرة، مجددا التحذير من أن الاكتظاظ الناجم عن النزوح الجماعي للسكان والظروف المعيشية غير الآمنة في غزة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
أهالي غزة الذين لم يرتجفوا خوفا من محتل حاقد ، ترتجف أجساد أطفالهم الغضة من البرد ويتعرضون لخطر الإصابة بمختلف أنواع الأوبئة والأمراض بينما ينعم العالم الساكت عن مأساتهم بالدفء الذي سيتحول يوما ما إلى جحيم يحرقه .