الكوليرا هو مرض التهابي خطير يصيب الأمعاء رغم أن فترة حضانة هذه الجرثومة قصيرة جدًا إذ تتراوح بين 7 – 14 يومًا، ومعظم المصابين بعدوى بكتيريا الكوليرا لا تتطور لديهم الأعراض على الإطلاق على الرغم من وجود البكتيريا في أجسامهم.
علماً أن الحالات التي تظهر فيها أعراض الكوليرا تظهر لدى نحو 80% – 90% من المرضى أعراض طفيفة فقط، بينما تظهر لدى 20% من المصابين أعراض حادة مرشحة للتفاقم إلى حد الوفاة.
ويرجع السبب الرئيس للوفاة هو فقدان سوائل الجسم بواسطة الإفرازات من الأمعاء وبواسطة التقيؤ، حيث في معظم الحالات يبدأ مرض الكوليرا عادةً بصورة فجائية من غير ظهور أية علامات تحذير.
تشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
- سرعة وضعف دقات القلب.
- فقدان مرونة الجلد أي لا يوجد قدرة على العودة إلى الوضع الأصلي بسرعة إذا تم قرصه.
- الأغشية المخاطية الجافة بما في ذلك داخل الفم والحلق والأنف والجفون.
- انخفاض ضغط الدم.
- العطش.
- تشنجات العضلات.
- تشنج الأطراف
- تنفس سطحي وسريع.
أسباب الإصابة المباشرة
أما سبب الإصابة المباشر فعادةً ما توجد بكتيريا الضمة الكوليرية (Vibrio cholera) والتي هي البكتيريا المسببة للكوليرا في الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بالعدوى، وتشمل المصادر الشائعة ما يأتي:
- إمدادات المياه البلدية.
- الثلج المصنوع من المياه البلدية.
- الأطعمة والمشروبات التي يبيعها الباعة الجائلون.
- الخضراوات المسقية بمياه تحتوي على فضلات بشرية.
- الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا التي يتم صيدها في المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي.
أبرز عوامل الخطر في هذا المرض
اما عن أبرز عوامل الخطر في هذا المرض فيرجع لعدة أمور :
الظروف الصحية السيئة:
فمن المرجح أن تنتشر الكوليرا في المواقف التي يصعب فيها الحفاظ على البيئة الصحية بما في ذلك إمدادات المياه الآمنة، مثل هذه الظروف شائعة في مخيمات اللاجئين والدول الفقيرة والمناطق المنكوبة بالمجاعة أو الحروب أو الكوارث الطبيعية.
انخفاض حمض المعدة أو عدم وجوده
فلا تستطيع بكتيريا الكوليرا البقاء في البيئة الحمضية وغالبًا ما يعمل حمض المعدة العادي كخط دفاع ضد العدوى، لكن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون يفتقرون إلى هذه الحماية، لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.
التعرض المنزلي
فأنت في خطر متزايد للإصابة بالكوليرا إذا كنت تعيش مع شخص مصاب بالمرض.
فئة الدم من النوع (O)
لأسباب غير واضحة تمامًا فإن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم فصائل دم أخرى.
طرق العلاج
تتطلب الكوليرا علاجًا فوريًا لأن المرض يمكن أن يتسبب في الوفاة في غضون ساعات، وتشمل أبرز العلاجات ما يأتي:
- معالجة الجفاف
الهدف هو تعويض السوائل والإلكتروليتات المفقودة باستخدام محلول ملحي فموي حيث يتوفر المحلول كمسحوق يمكن صنعه بالماء المغلي أو المعبأ في زجاجات.
بدون معالجة الجفاف يموت ما يقرب من نصف المصابين بالكوليرا، لكن مع العلاج تنخفض الوفيات إلى أقل من 1%.
- السوائل الوريدية
يمكن مساعدة معظم المصابين بالكوليرا عن طريق الإماهة الفموية وحدها، لكن الأشخاص المصابين بالجفاف الشديد قد يحتاجون أيضًا إلى سوائل عن طريق الوريد.
- المضادات الحيوية
على الرغم من أنه ليس جزءًا ضروريًا من العلاج إلا أن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط بهذا المرض وتقصير مدة استمراره في الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة.
- مكملات الزنك
أظهر أحد الأبحاث أن الزنك قد يقلل من الإسهال ويقصر مدة استمراره عند الأطفال المصابين بالمرض.
التوصيات والإرشادات
أما عن طرق الوقاية من الكوليرا فيقدم الباحثين عدداً من التوصيات والإرشادات وأهمها ما يأتي:
تجنب الأشخاص الذين يعيشون أو يزورون المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي.
وفي حال كنت في منطقة بها حالات إصابة يمكن أن تساعد بعض الطرق في منع العدوى والتي تشمل ما يأتي:
- تجنب مياه الصنبور ونوافير المياه ومكعبات الثلج حيث ينطبق هذا الاحتياط على الماء الذي تشربه والماء الذي تستخدمه لغسل الأطباق وإعداد الطعام وتنظيف الأسنان.
- عدم تناول المأكولات البحرية النيئة أو غير المطهية جيدًا.
- عدم شرب المياه إلا إذا كانت معبأة أو معلبة أو مغلية أو معالجة بمواد كيميائية معينة، ولا تشرب من الزجاجة أو العلبة ذات الختم المكسور.
- تناول الأطعمة المعبأة أو تأكد من طهي الأطعمة الأخرى طازجة وتقديمها ساخنة.
- تعقيم الماء بغليه لمدة دقيقة واحدة على الأقل وأضافت نصف قرص من اليود أو قطرتين من المبيض المنزلي لكل لتر من الماء أو استخدم أقراص الكلور.
يُشار إلى محافظة حلب تشهد انتشاراً واسعاً لجائحة الكوليرا، واكتظاظاً كبير في المشافي ورفض استقبال سوى الحالات المستعصية.