أكد السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه مع اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي معبراً عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني أن “الشيء الوحيد الذي يستحق الحديث هو الوضع الفلسطيني خاصة ما حصل في غزة مؤخراً، قائلا: “أن ما حصل في غزة غيّر حقائق تاريخية لسنوات طويلة وربما لأجيال، ولن تتغير في المدى المنظور بغض النظر عن نتائج الحرب هناك حقائق ظهرت، وهذه الحقائق بالنسبة لنا هي دروس مستفادة يجب أن نفكر فيها ونتعلمها وتبقى نصب أعيننا لأنها تتقاطع بشكل كبير مع ما عاشته سوريا ومع ما يمكن أن تعيشه دول عربية أخرى، وربما غير عربية لأن المبادئ واحدة بالنسبة للشعوب والأوطان”.
كيف نسفت الرواية الفلسطينية الرواية الصهيونية؟؟
أشار السيد الرئيس إلى أن “أهم نقطة في هذه الحرب أن الصهيونية العالمية التي سيطرت على الرواية منذ نشأة القضية الفلسطينية من سبعة عقود وربما من القرن التاسع عشر لأول مرة تفقد السيطرة على هذه الرواية، بجانب من الجوانب.. لأن وسائل التواصل الاجتماعي التي كانت أداة الغرب من أجل السيطرة على العقول عبر الرواية وعبر الثقافة وعبر السياسة وعبر العادات والتقاليد تسيطر على العالم بكل جانب من جوانبه، قد نضجت، وأنا أقصد نضجت.. نضج من يستخدمها، نضجت الشعوب في استخدامها فانقلب السحر على الساحر وخسرت الصهيونية روايتها حتى في أهم معاقلها منها الولايات المتحدة، لا يعني أن الشارع الأمريكي أصبح داعماً لفلسطين ولكن أصبح لديه الكثير من الشكوك حول الروايات الصهيونية، وهذا يتقاطع بشكل كبير مع ما عشناه في سوريا في بداية الحرب، عندما كانت الدول العربية تفرض الكثير من القيود على وسائل التواصل باعتبارها أداة جديدة ومخيفة ومنها سورية، فقامت تلك الدول بتقييد، وربما قطع الإنترنت بشكل مطلق بعكس ما قمنا به في سوريا قمنا بإزالة كل القيود انطلاقاً من أن هذه الحرب أولاً.. يجب أن تخاض.. بطريقة.. طريقة الأعداء، فلا يكفي أن نخوضها بطريقتنا”.
وفي سياق متصل أكد السيد الرئيس أنه “انطلاقاً من الثقة بالجمهور، فإذا لم يتمكن الجمهور العريض من الدفاع عن وطنه فلا معنى للدولة ولا أمل للدولة في الدفاع عن وطنها، فكان لدينا مبدأ في بداية الحرب بأن قوتنا هي في وعي الجمهور وليس قوتنا في القوات المسلحة وفي الخطاب السياسي وكل هذه الأمور الهامة، ولكن عندما نقول الحاضنة الشعبية فهي حاضنة الوعي، وتمكنا ليس بالضرورة باختراق الرأي العام العالمي ولم نكن نفكر بهذا الشيء، ولكن تمكنا كمجتمع من حماية الرأي العام الداخلي في سوريا”.
الحرب اليوم هي حرب الحقيقة
أشار الرئيس الأسد إلى أن ما يتقاطع بين الحرب في سوريا والحرب في فلسطين والحرب في أوكرانيا والحرب في الصين -بحر الصين الجنوبي وفي فنزويلا وغيرها، كل حروب الغرب وتحديداً أمريكا تستند بالدرجة الثانية إلى السيطرة على الأرض ولكن بالدرجة الأولى إلى السيطرة على الحقيقة.. اليوم الحرب هي حرب الحقيقة، ومن يربح الحقيقة.. طبعاً الحقيقة بغض النظر إن كانت حقيقية أو مزورة هو من يربح الحرب والمعركة.
ولفت إلى أن أكثر ما أرعب الخونة في سورية في بداية الحرب أن يعرف العالم وأن يعرف السوري تحديداً وليس العالم بأنهم خونة، وأن يعرف السوري بأن الإرهابي هو مرتزق وليس ثائراً، وأكثر ما يُرعب “إسرائيل” اليوم في العالم أن يعرف العالم حقيقتها الإرهابية، لذلك المعركة هي معركة الحقيقة اليوم، ويجب أن نعرف بأن الولايات المتحدة سيطرت على العالم قبل الدولار وقبل الأساطيل بالحقيقة، وبدأت هذه الحقيقة منذ الحرب العالمية الثانية، فكلنا تعلمنا وعشنا من خلال الأفلام والروايات والقراءات بأن الغرب هو عدو النازية، ونسينا بأن النازية هي العدو الأساسي لروسيا “الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت”.