كشف مدير الآثار والمتاحف في مدينة حلب والمشرف المسؤول عن عمليات ترميم الجامع الأموي الدكتور “صخر علبي” عن معرفة وصول عمليات الترميم والفترة الزمنية المحددة لإعادة افتتاحه بعد الانتهاء من الجزء الأكبر من إعادة تأهيله وترميمه.
ولفت “علبي” إلى أن نسبة الإنجاز تجاوزت 80%، فالأقسام الرئيسية انتهى ترميمها بشكل كامل تقريباً، وخاصة القسم الداخلي من الجامع، حيث رمّمت الواجهات والحجازية والقبلية والمصلى الأساسي والصغير أيضاً، إضافة إلى إنجاز القسم الأكبر من المئذنة، التي وصل ترميمها إلى القسم الأخير تمهيداً لتركيبها خلال الفترة القادمة، حيث تحتاج إلى أشهر قليلة فقط لتكون جاهزة معمارياً.
وبيّن أن أبواب الجامع تجهّز حالياً، فقد أعدّت دراسات كثيرة مع أعمال توثيق من أجل تصميمها حسب الشكل الأثري السابق، وسط الاستعانة بالتطور التقني من أجل تصميم هذه الأبواب بدقة وحرفية، معتبراً أن ذلك ما كان ليحصل من دون الجيل الشاب المشارك في عمليات ترميم الجامع الأموي في كل أجزائه.
وأشار إلى أنه بناء على هذه المعطيات، فإن القسم التاريخي من الجامع مع المئذنة في القسم الخارجي، سيكون جاهزاً خلال الأشهر الأولى من العام الحالي، ليتم الانتقال إلى تجهيز القسم الخارجي من الجامع، وتحديداً الساحة التي تتجمع فيها حالياً كل الأحجار المستخدمة في الترميم مع القيام بكل أعماله فوق أرضيتها، إضافة إلى ترميم المكتبة التي سيعاد بناؤها من جديد، لكونها تعرّضت إلى ضرر كبير نتيجة العمليات الإرهابية على الجامع والمدينة القديمة عموماً.
التجهيزات الدراسية اللازمة:
أوضح “علبي” أن تجهيز الدراسة الفنية اللازمة مع إعداد جدوى اقتصادية لإعادة بنائها تكون متناسبة مع تاريخ الجامع العريق، كما أنها سابقاً كانت موجودة أسفل الجامع مع المرآب الخاص بالسيارات، وهذا خطأ كبير، يفترض تصحيحه، عبر إعادة بنائهما في مكانين مختلفين، وهو ما يتم العمل عليه حالياً مع الحرص على إنشاء مكتبة تراثية تتناسب مع مكانة الجامع الأموي وتراعى فيها الحداثة أيضاً من أجل الحصول على المعلومة المناسبة للباحثين.
واعتبر أن ساحة الجامع تشكل وحدة خاصة بمفردها، لكن بالمقابل لا يمكن فصلها عن الجزء الداخلي من الجامع، فكل أعمال الترميم مترابطة مع بعضها، متوقعاً أن يتم افتتاح الجزء التاريخي الداخلي من الجامع خلال عام 2024، لكن ذلك يبقى رهن قرار الجهات المعنية باتخاذ هذه الخطوة المهمة، نظراً لأهمية الجامع التاريخية والتراثية والدينية.
الدقة العالية في التوثيق التاريخي والتراثي للجامع:
شدد “علبي” على أن أعمال الترميم تتم بحرفية ودقة عالية مع مراعاة الجانب التوثيقي والتاريخي والتراثي للجامع، بناء على دراسات دقيقة أعدت من فريق مهني متخصص ويمتلك مهارات وخبرات عالية، مبيناً أن دقة الإنجاز بعدم تضرر الجامع الأموي خلال زلزال شباط المدمر، في وقت تعرضت فيه بعض الأسواق المرممة حديثاً إلى بعض الأضرار.
ونوّه بأن كادر الترميم يضع كل قدراته وإمكانياته من أجل إنجاز عمليات الترميم بأسرع وقت ممكن، لكن هناك صعوبات كثيرة تعترض سير العمل، أبرزها التمويل اللازم، وخاصة أن عمليات الترميم تستلزم كتلة مالية كبيرة، ونقص الكوادر الخبيرة الحرفية التي اضطرت نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة للهجرة، أو الاتجاه إلى العمل مع القطاع الخاص، لأنه يقدم أجوراً أعلى.
وذكر أن الاعتماد على العمل الحرفي اليدوي يكون في أحيان كثيرة نظراً لخصوصية الجامع الأموي، وأدت هذه العوامل إلى تأخر إنجاز عمليات الترميم والبطء في التنفيذ، لكن بالعموم أعمال الترميم مستمرة، وخاصة في ظل الدعم الكبير من الحكومة للإسراع بعمليات الترميم وإنجازها بأسرع وقت ممكن، مفضلاً عدم تحديد مدة زمنية لانتهائها بشكل كامل بسبب الأسباب الآنفة الذكر.