أصبح البحر الأحمر عقدة خوف لدى الغرب والكيان ذلك لمواصلة اليمن استهدافها لكل سفينة يتم اكتشاف تبعيتها للكيان أو كل من يدعمه، وخوفاً من ابتلاع سفن أخرى بالبحر الأحمر بدأ الكيان يبحث عن طريقة يحاول بها فك عقدة الانهيار الاقتصادي بعيداً عن أنظار دولة عربية يعزّ عليها أن ترى الكيان يسرح ويمرح كما يحلو له ولا تصنع شيئاً من أجل إخوتها في فلسطين، فما كان أمامها إلا طريق برّي يكون لإحدى دول الخيانة دعماً واضحاً به!!
مسار جديد للنقل دعماً للكيان..
وفي هذا السياق كشفت وزيرة المواصلات في حكومة الكيان “ميري ريغيف” أنّ الكيان يحاول إنشاء محور لنقل البضائع من الهند عبر الإمارات وذلك هرباً من الاستهدافات اليمنية في البحر، معترفةً بأنه تم تشكيل فرقاً ستعمل على نقل البضائع من أبو ظبي براً، زاعمةً أن النقل البري سيختصر الوقت بـ 12 يوماً، بحيث يكون الإبحار والاستهلاك الإضافي للوقود للرحلة حول أفريقيا والعودة بدلاً من المرور عبر قناة السويس يحتاج إلى نحو 30 يوماً.
واللافت من هذه الاتفاقيات هو حاجة الاحتلال للدعم من حلفائه الإقليميين ووقوف الإمارات إلى جانب الكيان الإسرائيلي، وذلك بعدما أدّت الاستهدافات اليمنية على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال أو المرتبطة به دعماً لقطاع غزة إلى توقّف شركات شحن الكيان وشركات كبرى أخرى عن شحن البضائع إلى الاحتلال عبر البحر الأحمر، لأنّ الطرق البحرية الأخرى تشكّل عبئاً اقتصادياً كبيراً عليها من ناحية زيادة المدة والتكلفة.
الإمارات تدعم الكيان رغم احتقاره لها..
ولكن الغريب من كل ذلك هو الرخص حد الابتذال في خدمة الكيان رغم احتقار هذا الكيان لدولة الإمارات ومن المفارقات؛ أن من تصرح بهذا التنسيق مع الإمارات هي وزيرة النقل الصهيونية “ميري ريغيف” والتي زارت الإمارات وخرجت بتصريح علني باحتقارها لهذه الإمارة، مشيرة بكلامها سابقاً: “كنت في دبي، وأنا لا أحب ذلك المكان، ولن أعود إلى هناك مرة أخرى”.
أين حياءكم بدعم الكيان؟!
إن انبطاح بعض الدول التي تدّعي أنها إسلامية للوقوف إلى جانب الكيان ودعمه في مواصلة إرهابه ومجازره الوحشية على غزة يفقدها ماء الحياء الذي يجعلها تتحمس لخدمة أعدائها دون خجل، فقد وقّع الاحتلال في كانون الأول اتفاقية تشغيل جسر بري بين ميناء دبي وميناء حيفا المحتلة، بهدف تجاوز التهديد اليمني بإغلاق الممرات الملاحية.
وإن هذه الوقائع تدل على أنّ الكيان يواجه خطر عقوبات صامتة بسبب استهدافات اليمن، مثل تقليص خطوط الإمداد، حيث يواصل اليمن فرض حصار بحري على السفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي أو المرتبطة به، منفذاً العديد من العمليات ضد السفن التي لا تستجيب لهذه التحذيرات، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة المُحاصر منذ 7 تشرين الأول.
والأسوأ هو تألّم بعض الدول العربية الداعمة للكيان على تأخر وصول السلع لأيدي الصهاينة، لذلك تسعى جاهدةً لتحقيق مطالب الكيان بشتى الوسائل، ولا تأبه لحجم الفاجعة والظلم التي تتعرض له غزة التي وصفوا مقاومتها بالإرهابية.
ولنطرح سؤالاً.. ما الذي تنتظره الإمارات أو أي دولة ترى وحشية الكيان ومازالت متمسكة به؟ إلى أين ستصل بالدعم المستمر لكيان لا يعرف الإنسانية ولا الرحمة؟ هي حقاً لها أهداف ومساعٍ وراء ذلك، أم الدم الصهيوني يسري بعروقها ولا تستطيع التخلي عن الكيان ولو على حساب دمارها يوماً ما؟!