بقلم: دانيا الغباش
مازال السوريون إلى هذه اللحظة يعيشون في هادس اهتزاز الأرض، رغم مرور عام كامل على حدوث الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، والذي يعتبر حدث طبيعي كشف خلفه الكثير من اللوجستيات الدولية والعديد من الإنسانية واللاإنسانية، مرّ عام وتعافت سوريا من جراحها لكنّ السوريون لن ينسوا تبعاتها.
سوريا تنفض تراب الأنقاض عنها….
رغم المأساة التي عاشتها سوريا إثر الزلزال إلا أنها لم تتوانى لحظة عن نفض تراب الدمار عنها ووضعت الدولة كل جهودها لتعيد لها الحياة مجدداً ولتوقف رجفة الخوف والبرد عن السوريين فهمّت بجمع آلياتها وعدتها وعتادها لإزالة الأنقاض بعدما سعت لإيجاد مأوى لكل من فقد منزله أو عائلته في الزلزال وبذلت جهوداً عدّة لتأمين الطعام والشراب للجميع
وقد رمت سوريا غبار الألم عنها رغم الحصار الجائر عليها الذي لا يعرف للإنسانية طريق، فقامت بإمكانياتها الموجودة وبجهود دول أخرى بإزالة الأنقاض وإدخال المساعدات
الصديق وقت الضيق
مثال حيّ للصداقة جسدته الدول الصديقة تلبيةً لأوجاع صديقتهم المكلومة، فقد كانت إيران صديقاً حقيقياً وقت المصائب بوقوفها بجانب سورية والعراق التي فتحت حدودها للكثير من شاحنات الدعم التي شكلت خطاً أخوياً طويل المدى حتى بات اسم الحشد الشعبي العراقي مغروساً بذاكرة أبناء سوريا، ولبنان التي شهد أبناء سوريا وقوفه معه واليمن على قلة إمكانياته لم يقصّر في إرسال المساعدة لها
بالإضافة إلى الجزائر التي لم تتوانى لحظة عن إرسال مساعداتها ورجالها الذين عملوا بطاقة كبرى وكأن المصاب مصابهم، حتى بدأ أن دفاعهم المدني دفاعنا، ولم يغادروا إلا بعدما تأكدوا أن الجرح بدأ يلتأم والنزيف بدأ يتخثر
فوق مصابها تُضرب……
في ظل انشغال حلب التي كانت المتضرر الأكبر في الحرب باستلام المساعدات عبر مطارها الدولي حتى جاءت يد الغدر بتكسر باب وصول المساعدات وتحرمها من تخطي الألم وقصف الكيان مطار حلب الدولي بعد يومين من كارثة الزلزال، ليكون ألماً جديداً فوق ألمها، وضماد الجرح الذي كان يعمل على تضميد جرحها مزقه الكيان بوحشيته التي لا ترحم، وذلك لمنع نهوضها ومنع وصول المساعدات إليها.
سوريا نهضت لكن الشعب لن ينسى….
إن ما حصل بعد الزلزال كان لافتاً جداً فرغم كل الصعاب والمعوقات فقد نهضت سوريا من جديد ليكون نهوضها فرصة مميزة للسوريين وامتحاناً حقاً لتمييز الصديق من العدو، ففي خضم ألمها عرفت سوريا من وقف معها ومن وقف مع عدوها الذي ساهم في قتل أبناء الشعب السوري وأراق دماءه، فتركيا بكل وقاحة استلمت مساعدات من الكيان وفتحت له أبوابها، ليكون ذلك إثباتاً بأن وجود الاحتلال التركي في سوريا ليس إلا تحريضاً من الكيان وداعمته أمريكا.
ختاماً…
فإن الشعب السوري قادر على تخطي الصعاب والوقوف على قدميه رغم كل ما عاشه من آلام من بداية الحرب حتى الزلزال الذي تعافى منه، والذي حاول الغرب بشتى الوسائل أن يضع عوائق لا تحصى أمامه ليمنعه من إعادة إعمار أرضه والنهوض مجدداً، فكانت سوريا مع أصدقائها قوية عصية على أعدائها.