في حادثة ليست الأولى من نوعها في مدارس حلب؛ تعرضت فتاة تُدْعَى تسنيم عمرها 12 سنة بالصف السابع الإعدادي للضرب المبرح من قبل 10 فتيات من الصف الثامن، وذلك إثر خلاف بينهم في حصة الرياضة؛ والسؤال هنا أين معلمة الرياضة، أليس من المفروض أن تكون موجودة مع الطلاب؟
وفي تفاصيل الحادثة، أفادت معلومات لموقع “أخبار حلب” أن الفتاة تسنيم وحيدة لوالديها، وهي متفوقة بدروسها؛ توجهت صباح يوم الخميس الموافق لتاريخ 15/2/2024 كالمعتاد لمدرستها “هشام بن عبد الملك” بمحلة الزبدية بحلب؛ لنيل العلم، لكنه واجهت وحوش، وليس فتيات مدارس؛ حيث قاموا برميها أرضاً، وركلها بأقدامهم بكل قوة على رأسها، وكل مكان بجسدها؛ مما أفقدها الوعي لبضع دقائق بعدها قامت إحدى صديقاتها بنقلها لمنزل ذويها، كل ذلك في ظل غياب المديرة ومعلمة الرياضة!
وبحسب المعلومات الواردة، بدأت آثار الضرب في اليوم التالي تظهر على كافة أنحاء جسم الفتاة من كدمات، وازرقاق؛ حيث قام والدها بنقلها إلى مشفى الجامعة، وتم إجراء الصور والفحوصات لها وتخريجها بنفس اليوم دون قبولها بحجة أنها كدمات خارجية، حيث لم يقم والدها بتقديم أي شكوى بحق المعتدين كونه اطْمُئِنَّ عن وضع ابنته وتجنبا للمشكلات.
لكن بعد تخريجها من مشفى الجامعة بيوم، بدأت الفتاة بالإقياء على نحو متواصل دون قدرتها على تناول الطعام، وشعورها بغباش بالعينين، إضافة لعدم قدرتها بالوقوف على قدميها، وعلى إثرها تم نقلها لمشفى خاص؛ وتبين لهم بالفحص الأولي وجود كسر بعظم الحوض وتضرر بالكلى، إضافة لاحتمال فقدانها لبصرها؛ نتيجة الضربات على رأسها.
ونتيجة لذلك، قدم والدها معروضاً للنيابة، وتقدم بشكوى بقسم الشرطة بحق مديرة المدرسة والطالبات العشرة؛ حيث تم توقيف طالبة واحدة من المعتديات فقط بينما توارت الباقيات عن الأنظار، وبدأت الاتصالات تتوالى على والدها بالتهديد والوعيد، للتنازل على ادعائه على الرغم من أن الفتاة بين الحياة والموت مع العلم بأن والدها فقير الحال، ولا يستطيع تحمل مشقة وتكاليف المشفى الخاص.
كل ذلك يجري في ظل غياب الرقابة الإدارية في المدارس، وإهمال التعليم حيث تنتشر المشاجرات بين الطلاب دون تدخل المعلمين؛ وكأن شيئاً لا يعنيهم، وغالباً ما نشاهد انتشار ظاهرة “خيار وفقوس” أي أن أولاد المعلمين يملكون صلاحيات بفعل أي شيء والسيطرة على الطلاب وتهديدهم، إضافة لنيلهم علامات أعلى رغم عدم دراستهم، إلى متى سيبقى هذا التسيب ضمن المدارس؟
وخلاصة، لا بد أن لا ننسى بأن غيمة الإرهاب التي خيمت على سوريا، عصفت بمستقبل الأطفال وتعليمهم؛ بالرغم من أنها زالت عن سوريا، ولكن مفرزات الإرهاب ما تزال تلاحق الأطفال؛ حيث أصبح إراقة الدماء عادة لهم، ويحملون السلاح بدلاً من الكتاب، فإلى متى ستبقى مفرزات الحرب تلاحق أطفالنا؟