تسعى المؤسسات الحكومية إلى إعادة الحياة إلى البلدات المحررة من رجس الإرهاب التابعة لمحافظة حمص وإستعادة الخدمات العامة، حيث بدت مدينة الرستن كشيخ عجوز يلقط أنفاسه الأخيرة بعد سنوات متتالية من الحرب الكونية التي مرت بها سوريا.
وإضافة إلى التلوث البصري الذي تشهده المدينة من خراب ودمار، كان هناك فقد كبير لجميع وسائل ومقومات الحياة في البلدة، ولكن بفضل الأهالي وأبنائها الميسوري الحال المدينة تسترد حياتها من جديد، وفي السياق أكد عدد من المتبرعين أن ما يقومون به من تبرعات ومساهمات، هو واجب وحق عليهم اتجاه بلدتهم الذين كبروا فيها.
حيث بيَّن رئيس مجلس مدينة الرستن المهندس “سمير ظباطح” أن مساعي عدد من المتقاعدين والتجار ووجها المحلة لم تفلح في الحصول على موافقة لتشكيل لجنة أهلية، هدفها جمع التبرعات لصرفها على الخدمات، كما بينوا في كتابهم لمحافظة حمص،وبدورها لوزارة الإدارة المحلية، وعادت بالرفض، لكون الفكرة التي جاؤوا من أجلها تخالف أحكام النظام المالي للوحدات الإدارية رقم 3931/و ويتم صرف التبرعات وفق أحكام المادة 40 من هذا النظام المالي، بعد أن يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لقبول التبرعات ويحبذ أن تكون عينية لمشاريع بعينها .
وأشار رئيس مركز الهاتف في الرستن المهندس “معمر الزعبي” إلى قيام عدد من أبناء مدينة الرستن بدعمٍ لمشاريع تنفيذ وصيانة وترميم البنية التحتية لشبكات الاتصالات من خلال تقديم المعدات والأعمال المدنية اللازمة لتلك المشاريع، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قام أحد أبنائها بتقديم مجموعة طاقة شمسية كاملة حرصاً منه على استمرارية عمل المقسم وتجهيزاته في ظل وضع الطاقة الكهربائية الحالية.
وتحدث “الزعبي” عن مبادرة “معاً الرستن أحلى” وكيف أنها نموذج جميل لدور المجتمع المحلي في دعم إعادة الإعمار، تعبيراً عن اهتمامهم بمجتمعهم وانطلاقاً من حسهم الوطني ومسؤوليتهم المجتمعية .