أخبار حلب _ سوريا
لقد تأذى أطفال غزة كثيراً بسبب اعتداءات الكيان عليهم؛ فقد أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مدمرة بالأطفال، ولأن فلسطين جزء من العروبة، وسوريا تقف مع أشقائها بكل ظروفهم، كان لابد أن توصل صوت آلام أطفال غزة بأي وسيلة.
وفي هذا السياق، أقامت المحطة الثقافية في جرمانا؛ بالتعاون مع مديرية الحساب الذهني في ريف دمشق، مهرجاناً بعنوان “إلى أطفال غزة سوف نبقى” بحضور مدير التربية “ماهر فرج” وعدد من المثقفين والإعلاميين.
حيث افتتح المهرجان بمعرض فني للرسم، وقد شارك فيه الطلاب الموهوبون؛ بعدة لوحات معبرة عن حب سوريا وفلسطين ومقاومة الاحتلال، لتتحول قاعة المركز بذلك إلى حالة من الصخب والحماسة.
وفي غضون ذلك، اعتلت الفرقة الموسيقية بإشراف “علي الصالح” المسرح، وشرعت في أداء رقصاتها على أنغام الأغاني الوطنية، ووسط هذه الأجواء المفعمة بالموسيقا والحركة، بدا الأطفال أكثر سعادة واندماجاً وهم يرددون الأغاني المسموعة في الاحتفالية.
وبالمثل، شارك الأطفال بفقرة فنية لأغنية “لغتي الجميلة”، معربين عن التمسك باللغة العربية والانتماء إليها، مع التصفيق برفع الأكف إلى الأعلى وهز الرؤوس بانفعال شديد.
وإضافة إلى ذلك، قدم الفنان التشكيلي “طليع بحصاص” عروضاً مسرحية متميزة، حازت على إعجاب وسعادة الحضور إلى جانب الأطفال الذين تزينوا بثيابهم المزركشة والملونة وتمايلوا على ألحان الأناشيد الشيقة والفرحة غمرت قلوب الأطفال.
واللافت أن المهرجان تميز بتقديم فقرة شعرية شارك فيها الطلاب “ريما الحسين” و”سلام خميس” و”جواد الخضر”، وتم تقديم فقرات حساب ذهني متقدم.
وفي سياق متصل، أشار مدير التربية إلى اهتمام التربية بمواهب الأطفال؛ فهم أمل الحاضر والمستقبل، ويجب حماية مواهبهم من خلال توفير البيئة الصالحة للطفل، وغرس المحبة لديهم لكي يحيا طفولة آمنة، تضمن لمجتمعنا مستقبلاً واعداً بعيداً عن أي غزو ثقافي يتعرضون إليه؛ من خلال الأنشطة والفعاليات الثقافية وتشجيعهم وتنمية مواهبهم عبر التمسك بالأصالة والانتماء.
وفي ختام المعرض، بينت مدير مكتب الحساب الذهني “سميا خضر” أن أطفال فلسطين تحدوا الظروف الصعبة، ونحن هنا لرسم البسمة على وجوه الأطفال الممتلئِة بالبراءة، فلهم كل الحب والامتنان، والاهتمام الكبير بالطفولة ضرورة ملحة لرسم البسمة وإدخال البهجة لقلوب الأطفال خاصة في ظل الأوضاع الصعبة، التي يكابدها أهالي القطاع بفعل الحصار والإغلاق والاستهداف ولتنمية الانتماء الوطني والعمل على ثبات اللغة العربية ومواجهة المؤامرات وتدريب الأطفال وحماية هويتهم التي كشفت من خلال موهبة الحساب.