أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: الإعلامي أديب رضوان
لم تكن الوثائق الإسرائيلية التي نشرتها صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية العام الماضي حول تفاصيل خيانة ملك الأردن السابق عبر إبلاغه كيان الاحتلال باستعدادات مصر وسوريا لإعلان حرب تشرين التحريرية عام 1973؛ إلا مقدمة لكثير من قضايا إماطة اللثام عما قدمه النظام الأردني لقيادة كيان الاحتلال عبر تاريخ مراحل الصراع العربي الإسرائيلي.
وهنا الحديث عن النظام الملكي وليس عن الشعب الأردني الذي عبّر على مر التاريخ عن دعمه للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني ووقف وساند هذا الحق في جميع المراحل التاريخية.
تلك الوثائق التي قررت “إسرائيل” رفع السرية عنها وعن أرشيفها ومئات المحاضر التاريخية الخاصة بتلك الحرب والمتضمنة الكثير من الوثائق التي تدين النظام الأردني بفعل الخيانة ضد المصالح العربية؛ أكدت أن هذا النظام كان ومازال كالخنجر المسموم ضد المصالح العربية في المنطقة العربية.
وبالأمس عاد النظام الأردني مجدداً إلى تقديم أوراق اعتماده رسمياً للكيان المؤقت عبر إعلانه إسقاط عدد من المسيرات الإيرانية التي انطلقت من إيران باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة في سياق عملية الرد على استهداف “إسرائيل” للقنصلية الإيرانية بدمشق.
عملية اعتراض الأردن للمسيرات الإيرانية تؤكد حقيقة هذا النظام القائم على حماية حدود الكيان عبر التاريخ وهو من أوائل الدول العربية المطبعة مع الكيان الغاصب، فيما يمارس الدعاية الكاذبة بأنه حامي المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة.
لقد غصّت وسائل التواصل الاجتماعي بالأمس بالتغريدات والمدونات المنددة بفعل النظام الأردني باعتراض المسيرات الإيرانية المتجهة إلى الكيان حيث تساءل الكثيرون منهم بالقول: لماذا شارك الأردن في عملية التصدي؟ ولماذا لم يترك المسيرات تمر إلى “إسرائيل”؟
ومن جهة ثانية، لماذا سمح أساساً للطائرات الإسرائيلية المعادية باستخدام أجوائه لاستهداف سوريا؟
إضافة إلى كثير من الأسئلة التي تم تداولها على منصات التواصل التي تعري حقيقة النظام الأردني.
أحد المدونين كتب أن الأردن ارتكب مرة أخرى خطأ استراتيجياً بعد السابع من تشرين الأول؛ فأخطأ حين فتح الطريق البري لوصول البضائع إلى كيان الاحتلال لنجدته من المجاعة، وأخطأ حين قمع المظاهرات الشعبية العارمة والداعمة لفلسطين، وأخطأ مجدداً حين حرك دفاعاته الجوية لإسقاط صواريخ ومسيرات ليست موجهة نحوه بل نحو قواعد الاحتلال العسكرية.
لقد كشف الرد الايراني مجدداً وعرّى حقيقة هذا النظام، القائم على حدود فلسطين المحتلة؛ فيما تؤكد نظريات السياسة أن النظام البريطاني هو عرّاب هذا النظام الذي زرعه في المنطقة لخدمة مصالح الغرب الاستعمارية، كما زرع الكيان المؤقت عبر وعد بلفور المشؤوم في قلب المنطقة العربية لتفتيت الدول العربية ومنع استقرار المنطقة برمتها.
وفي المقلب الآخر سطّر الشعب الأردني وعلى مدى شهور مضت منذ بدء عملية طوفان الأقصى ملحمة قومية من خلال دعمه العلني للمقاومة الفلسطينية وللحق الفلسطيني في مواجهة المحرقة الاسرائيلية، وخرج في مظاهرات عارمة تطالب بإغلاق سفارة الكيان في عمان، ودعا إلى قطع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ختاماً…لقد سجل التاريخ بأحرف سوداء بأن الأردن وهنا نتحدث عن النظام ولا نقصد الشعب؛ قد تورط في العديد من المؤامرات ضد قضايا الأمة العربية، إذ لم تقتصر خيانة القيادات الأردنية على القضية الفلسطينية وحسب بل شملت الأمة العربية بما في ذلك العراق وسوريا، وكما بات الجميع يعرف بأن الأردن و قبيل الغزو ألأمريكي للعراق قد سمح لقوات الغزو الغاشم باستخدام أراضيه للعدوان على دولة عربية شقيقة وسمح بتشغيل صواريخ بيتريتس قرب الرويشدة؛ لحماية كيان الاحتلال من صواريخ العراق آنذاك، كما لا يفوتنا الدور الاردني في الأزمة السوريّة وغرفة الموك التي جندها النظام الأردني لتكون مقراَ للتآمر على الدولة السوريّة وشعبها وقيادتها خصوصاً خلال السنوات الأولى للحرب الإرهابية ضد سوريا.