التقى وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” نظيره الصيني “وانغ يي” في نيويورك، ومسؤول أميركي يصرح بأنّ الاجتماع كان “بناءً للغاية ومعمقاً”.
وخلال اللقاء أكّد وزير الخارجية الأميركي لنظيره الصيني الحاجة إلى المحافظة على “السلام والاستقرار” في مضيق تايوان.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية “نيد برايس” إثر لقاء بين بلينكن ونظيره الصيني استمر تسعين دقيقة على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، بأن الوزير الأميركي “شدد على أن المحافظة على السلام والاستقرار في مضيق تايوان أساسي للأمن والاستقرار الإقليميين والعالميين”.
وفي السياق ذاته حذر بلينكن الوزير الصيني من “التداعيات إذا قدمت الصين دعمها للعملية العسكرية الروسية لبلد يتمتع بالسيادة”.
علماً أنه قبل أن يقابل بلينكن نظيره وانغ مباشرة، كان قد التقى بنظرائه من أستراليا واليابان والهند، بما يسمى بـ”الرباعية” التي نددت بها بكين باعتبارها “محاولة لعزلها”.
وكان الوزير الصيني قد أعرب عن غضب بكين حيال دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها. وقال: “مسألة تايوان تصبح موضوع التوتر الأكثر خطورةً في العلاقات الأميركية الصينية”.
كما أكّد أمام مركز “ايجا سوسايتي” للأبحاث “إذا حصل سوء إدارة للمسألة فإن ذلك قد يدمّر العلاقات الثنائية” بين البلدين.
وفي السياق ذاته أضاف قائلاً :”مثلما لا تسمح الولايات المتحدة لهاواي بالانفصال عنها يحق للصين المطالبة بتوحيد البلاد”.
معتبراً أيضاً أن البلدين يرغبان في جعل “العلاقات الأميركية الصينية تسير” بدون مواجهة.
مشيراً إلى أن واشنطن تلعب على عدة حبال في آنٍ واحد.
والجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال منذ حوالى أسبوع، إنه مستعدّ للتدخّل عسكرياً في حال لجأت الصين إلى القوة لتغيير الوضع القائم في تايوان، في تصريح يشكل انحرافاً جديداً عن استراتيجية الغموض الأميركية بشأن الجزيرة.
وفي دليل إضافي على التهدئة، قال الوزير الصيني، أمس الخميس، إنّه التقى في نيويورك المبعوث الأميركي للمناخ ووزير الخارجية السابق جون كيري، رغم أنّ بكين علّقت التنسيق مع واشنطن في هذا المجال، ردّاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان في الثاني من آب الماضي الأمر الذي أثار غضب الصين، وأحيا التوترات بين البلدين.
وقبل اللقاء، دعا وزير الخارجية الصيني” وانغ يي” إلى الالتزام بالحوار لإنهاء الأزمة في أوكرانيا واستئنافه دون شروط مسبقة، مشدداً على أهمية معالجة الهموم الأمنية المشروعة.
وصرّح في جلسة لمجلس الأمن حول الأزمة الأوكرانية: “نقترح الالتزام بالحوار واستئنافه دون شروط مسبقة ومعالجة الهموم الأمنية المشروعة فيما يخص الأزمة الأوكرانية يجب ضبط النفس وعدم زيادة التوترات”.
مشيراً “فيما يتعلق بسلامة المرافق النووية لابد من تجنب المخاطر، وندعم دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية للعب دور حيادي وإيجابي فيما يخص سلامة المرافق النووية بأوكرانيا”.
وفي سياقٍ متصل كان قد التقى الوزير الصيني في نيويورك نظيره الأوكراني “دميترو كوليبا” مؤكداً له أن بكين تدعو إلى احترام “وحدة أراضي جميع البلدان”.
كما قال “وانغ يي” في تصريحات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إنّ “توسيع وإطالة أمد الأزمة الأوكرانية، لا يصب بمصلحة أي طرف. نأمل أن تنتهي الحرب في أقرب وقت، وأن تُستأنف محادثات السلام”.
وأضافً قائلاً أنه قد: “دعت بكين دائماً إلى إقامة هيكل أمني أوروبي متوازن وفعال ومستدام، لضمان تحقيق السلام على المدى الطويل، وسنواصل بذل الجهود لتعزيز المصالحة وتسهيل المفاوضات”.