أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: أديب رضوان
استدعت المحرقة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة كل أحاسيس العالم المتحضر للخشوع أمام حجم الألم الفلسطيني جراء حرب الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ عدة أشهر، في حرب ضروس غير متكافئة القوى بين الأطراف؛ بطلها شعب أعزل يدافع عن أرضه ووطنه وحقوقه، مقابل احتلال لا يعرف حداً للإجرام ولا التزاماً بقانون دولي أو إنساني.
تلك المحرقة استدعت حراكاً شعبياً بما فيه طلبة الجامعات حتى في الدول الداعمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي لا بل في قلب أكثر الأنظمة دعماً لهذا الكيان ولا سيما داخل النظام الأمريكي الذي يواصل مدّ هذا الكيان بأحدث الأسلحة للاستمرار في قتل الشعب الفلسطيني، أطفالاً ونساءً وشيوخاً.
حراك جامعي غربي متفاعل
يبدو أنّ “طوفان الجامعات” اتّسع بصورة كبيرة ليتحوّل من فكرة إلى مبدأ يتجذّر في نفوس جيل جديد، كبُر على أسلوب البحث عن الحقيقة.
فرغم عمليات القمع والاعتقالات والتهديدات التي تعرّض لها طلاب جامعة “كولومبيا” في نيويورك الأمريكية، إلّا أن حراكهم الطلابي الداعم والمُساند لغزة، اتّسع بصورة أكبر، ليفوق الحدود الجغرافية ويصل إلى دول أخرى.
ففي المكسيك، أنشأ عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في المكسيك، مخيماً تضامنياُ أمام “جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة”، والتي تعدُّ أكبر جامعة في البلاد، احتجاجاً على تواصل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وتضامناً مع الطلاب المحتجّين الذين تعرّضوا للقمع والاعتقالات في الجامعات الأمريكية.
ورفع الطلاب الأعلام الفلسطينية فوق مخيمهم الاحتجاجي، مرددين شعارات “عاشت فلسطين حرة”، ومن “النهر إلى البحر”، “فلسطين ستنتصر”، وطالب المحتجّون الحكومة المكسيكية بأن تقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع “الكيان”.
دعوات طلابية لوقف المجزرة
وقد عبّر الطلاب عن صمودهم وعزمهم على مواصلة الاحتجاجات إلى أن تنتهي حرب “الإبادة الجماعية” في غزة، كما دعا المحتجون زملاءهم الطلاب في الدول الأخرى إلى ضرورة اتّخاذ خطوة “جدية” والخروج في مظاهرات دعم وإسناد للقضية الفلسطينية.
ومنذ 3 أسابيع، يواصل الطلاب في 30 جامعة أمريكية احتجاجاتهم في الحرم الجامعي، للمطالبة بوقف الحرب الصهيوأمريكية على غزة.
أما في فرنسا الداعمة الأخرى لكيان الاحتلال الإسرائيلي، فقد أعلنت جامعة “سيانس بو” أنها ستغلق أبواب فرعها الرئيسي في باريس، بعد أن احتل طلاب محتجون معارضون للعدوان على غزة مباني جديدة في حرم الجامعة.
وخلال الأيام الأخيرة، التحق طلاب يابانيون بالحراك الطلابي العالمي تضامناً مع فلسطين ومن أجل وقف العدوان على قطاع غزة، حيث خرج طلبة جامعة “واسيدا” في العاصمة اليابانية طوكيو في مظاهرة لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة، كما انضمت جامعات “طوكيو وصوفيا وتاما آرت وكريستان” الدولية و”هيروشيما” في اليابان إلى الحراك الطلابي العالمي المساند لفلسطين.
لم تستطع الماكينة السياسية والإعلامية الغربية بكل جبروتها من التعمية على حجم الجرائم المرتكبة إسرائيلياً بحق الشعب الفلسطيني، حيث استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي نقل بعضاً من حقائق الأمور على الأرض، تلك الحقائق الدامغة دخلت المجتمعات الغربية التي كانت رهينة الدعاية الغربية المؤيدة لكيان الفصل العنصري على الأرض الفلسطينية.
ختاماً
إن الحراك الطلابي المتصاعد سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول التي هي في الأساس داعمة لكيان الاحتلال، يؤكد أولا على فشل الدول الغربية في تغطية العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إعلامياً أمام شعوبهم، وثانياً يؤكد قدرة الفلسطينيين على تعرية هذا العدوان، كما يشير إلى حجم وهول الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وعدم القدرة على التعمية عن هذه الجرائم الموصوفة في القانون والأعراف الدولية؛ إذ لم تعد الولايات المتحدة وغيرها من الأنظمة تستطيع خداع شعوبها بحقيقة ما يرتكب من جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق شعب أعزل يدافع عن كرامته بوجه احتلال بغيض لا يعرف إلا القتل والتدمير والإرهاب.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News