يخوض الأسرى الفلسطينيون معركة جديدة في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي حيث يواصل /30/ منهم لليوم الثاني إضرابهم عن الطعام تحت شعار “قرارنا حرية.. إضرابنا حرية” رغم ما يرافق ذلك من خطورة على حياتهم ومن قمع وتنكيل وعزل انفرادي و ذلك ضمن برنامج سينفذونه على مراحل دفاعاً عن قضيتهم العادلة التي يحاول الاحتلال طمسها منتهكاً كل القرارات والقوانين الدولية.
و أكد الأسرى في رسالة نقلها نادي الأسير الفلسطيني قبل أيام عزمهم المضي قدماً في معركة العزة والكرامة وقالوا “نحن أبناء الأرض.. ورثة كل الشهداء نحن رفاق ناصر أبو حميد الذي فضح مجددا بوجعه ومرضه حقيقة الاحتلال الفاشي.. بثقة وغضب نقول.. واهم من يعتقد أن اعتقالنا سيحولنا إلى حطام، فأينما وجدنا مساحة نضال نشق الدرب مدركين ما ينتظرنا من قمع وتنكيل وعزل ومصادرة ملابسنا وصور أطفالنا وزجنا بزنازين خالية من كل شيء إلا من أجسادنا وآلامنا.. تفتيش مستمر.. تنقلات دورية وبالكاد نتنفس الهواء”.
وأوضح المتحدث باسم نادي الأسير “أمجد النجار” أن إضراب الـ 30 أسيراً عن الطعام يكشف عمق المعاناة والألم والقهر الذي يعيشه الأسرى من خلال حرمانهم من أبسط مقومات الحياة.
لافتاً إلى أن هناك حالة من الغليان والتوتر داخل المعتقلات في ظل تصاعد ممارسات السجان الإسرائيلي التعسفية بحق الأسرى.
وحسب ما بين النجار أن الإضراب جزء من برنامج نضالي يصر الأسرى على الاستمرار فيه حتى ينالوا كامل حقوقهم التي أقرتها جميع المواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف مشيراً إلى أن 50 أسيراً سينضمون الخميس المقبل للإضراب لإرغام الاحتلال على وقف كل إجراءاته التعسفية.
ومن جهتها اكدت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسيرة المحررة “مريم أبو دقة” أن الشعب الفلسطيني يساند الأسرى في خطواتهم النضالية ضد الاحتلال من خلال وقفات وفعاليات حاشدة للفت أنظار المجتمع الدولي الصامت إلى معاناتهم وإلى سياسة القتل البطيء والتعذيب الجسدي والنفسي التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى الذين سينالون حريتهم وكرامتهم رغماً عن الاحتلال المجرم.
وبدوره دعا عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية “محمود خلف” إلى تدويل قضية الأسرى وطرحها في كل المؤسسات الدولية وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم، مؤكداً أن الإضراب الجديد هو امتداد لمعركة صمود وكرامة طويلة يخوضها الأسرى داخل زنازين الاحتلال رفضاً للقمع والظلم والقهر، ومشدداً على ضرورة الاستمرار في الفعاليات والوقفات الداعمة والمساندة للأسرى في معركتهم ضد السجان الإسرائيلي.
وأوضح رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “صلاح عبد العاطي” أن الاحتلال ينتهك كل القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الأسرى، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة وهذا يتطلب من المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية مساءلة ومحاسبة الاحتلال وإلزامه بتلك الاتفاقيات.
حيث بين عبد العاطي أن الأسرى يعيشون في ظروف اعتقال قاسية ويتعرضون لكل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، مطالبا مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق فوري في الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى من إهمال طبي ومنع للزيارات وحرمان من الطعام والملابس وانتهاك جميع حقوقهم الإنسانية.