أخبار حلب _ سوريا
بقلم: يزن العبودي
بعد جولة الهدهد الجوية فوق فلسطين المحتلة والتي جاءت مواكبة لطائرة المبعوث الأمريكي الخاص “اموس هوكستين” الذي زار لبنان وحمل معه رسائل أمريكية وإسرائيلية، وبعد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام مثل الـ “سي ان ان” عن وزير الخارجية الأمريكية “انتوني بلينكن” أنه أبلغ أحد الوزراء العرب بأن قادة الكيان حزموا أمرهم بعمل عسكري كبير في لبنان؛ يطل السيد “حسن نصر الله” على شاشات التلفزة بخطاب تاريخي رسم فيه ملامح الحرب المقبلة التي قد يتهور الكيان الإسرائيلي ويشنها على لبنان، وحدد سبل وطرق الحل التي يتجاهلها الكيان باستمرار والمتمثلة بإيقاف العدوان على غزة؛ خطاب شهد له العدو قبل الصديق حيث قالت وسائل إعلام اسرائيلية أن “هذا من أقوى خطابات نصر الله على الإطلاق، الذي يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أنه لن يكون هناك مفر من حرب شاملة”.
الاستعداد للحرب
أشار السيد إلى أن المقاومة ومنذ الأيام الأولى للعدوان على غزة كانت ومازالت على أهبة الاستعداد وجاهزة لأسواء الاحتمالات بقوله “العدو يعرف جيداً أننا حضرنا أنفسنا لأسواء الأيام ويعرف ما ينتظره” فلا يخفى على أحد خسارة الجيش الإسرائيلي في عدوانه على لبنان في الـ 2006 وأن ما سيشهده اليوم في حال خوضه الحرب مرة أخرى سيكون أضعاف ما جرى في الماضي الذي كان فيه المقاومون يقاتلون في سياق الدفاع عن لبنان وجغرافيته، بل قد يتخطى الأمر إلى اختراق الحدود من عدة نقاط محتملة حساسة في الساحل الغربي للجليل، وفي السياق قال السيد “اقتحام الجليل لايزال حاضراً، وأن كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكاناً في الكيان سالماً من صواريخ المقاومة ومسيراتها الدقيقة، وان أمريكا خائفة على كيان العدو وعلى العدو أن يخاف أيضاً” ولمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة كبرى؛ أشار السيد إلى الحل بقوله “إن الحل واضح وبسيط وهو وقف الحرب على غزة”.
البحر المتوسط جبهة مفتوحة
شهد البحر المتوسط سابقاً عدد من عمليات المقاومة التي أوجعت الكيان والجميع يستذكر خطاب السيد عام 2006 الذي تزامن يومها مع استهداف المقاومين لسفينة ساعر التي كانت تقصف لبنان وإغراقها، أما اليوم وبعد قرابة 18 عاماً عن العدوان الاسرائيلي على لبنان؛ يؤكد السيد “أن الاحتلال يعرف أن ما ينتظره أيضاً في البحر المتوسط كبير جداً، إذ إن كل سواحله وبواخره وسفنه ستستهدف“.
وهنا تجدر الإشارة إلى جبهة الإسناد اليمنية والعراقية التي كان لعملياتها في البحر الأحمر أثر كبير على حركة السفن الإسرائيلية والغربية القادمة لإسرائيل على حد سواء، وعلى هيبة الأساطيل الغربية وعجزها عن حماية سفنها، فلن يكون المتوسط إلا جزءاً مكملاً لهذا المشهد من الناحية الإقليمية، أما من الناحية العسكرية فمن المؤكد أن أي قطعة بحرية تشارك بالعدوان فستصبح هدفاً محتملاً للمقاومة.
وفي رسالة مباشرة لجيش الاحتلال معبراً فيها عن استعداد المقاومة وقدرتها على إيلام العدو قال السيد: “على العدو أن ينتظرنا براً وجواً وبحراً، وإذا فرضت الحرب؛ فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط بلا قواعد وبلا أسقف”.
تحذير إقليمي
وجّه سماحة السيد رسالة تحذيرية إلى أطراف إقليمية قد تفكر بتقديم العون لجيش الاحتلال في عدوانه على لبنان، مختزلاً إياها بحكومة قبرص؛ التي خاضت مناورات مشتركة مع جيش الاحتلال في أعوام 2017 و2018 تحاكي حرباً مع المقاومة اللبنانية، وحذرها بقوله: “يجب أن تحذر الحكومة القبرصية أن فتح مطاراتها وقواعدها للعدو لاستهداف لبنان يعني أنها أصبحت جزءاً من الحرب”؛ ليأتي الرد القبرصي سريعاً على لسان رئيسها بقوله “إن قبرص لا تشارك في النزاعات وهي جزء من الحل وليست جزء من المشكلة”.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن المنطقة ومنذ عقود من الزمن تذخر بالقواعد الأمريكية الغير الشرعية وبتواجد عسكري غربي وبتحالفات مع دول عربية، ستخضع لامتحان الاصطفافات السياسية والإقليمية الذي تعيشه المنطقة وفي السياق قال السيد: “العدو يعلم وسيده الأمريكي أن شن الحرب على لبنان ستحمل تداعيات في المنطقة والإقليم”.
الفشل الإسرائيلي
بعد مرور قرابة الـ 9 أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة؛ يظهر ضعف جيش الكيان شمالاً وعجزه عن التصدي لصواريخ ولمسيرات المقاومة اللبنانية بالرغم من التقنيات والمعدات الالكترونية المتقدمة المتخصصة في الكشف والإنذار المبكر والتي كانت هدفاً سهلاً للمقاومين الذين اتبعوا استراتيجية إعماء العدو وصم آذانه باستهداف كافة التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد وغيرها، مما أعطاهم مجالاً أوسع في التحرك والتخفي وتنفيذ عمليات الاستهداف بفاعلية أكبر.
وفي غزة، ورفح تحديداً، يظهر عجز الجيش الإسرائيلي عن إيقاف عمليات المقاومين التي تستهدف قواته المتوغلة أو إيقاف القذائف التي تطلق باتجاهها، وفشله في إنهاء معركة رفح التي زعم أنه قادر على إنهاءها بأسبوعين؛ برغم الحصار الخانق الذي يطبقه على رفح ومشاركة عدة فرق من جيش الاحتلال في العملية، واستخدامه كماً كبيراً من القنابل والصواريخ الثقيلة وتدميره لكافة البنى في المنطقة، إلا أنه لم يتمكن من النيل من عزيمة وصمود المقاومين كل ذلك يظهر للعلن “أوهن بيت العنكبوت”.
ختاماً
إن ما أنجزه محور المقاومة حتى الآن دولياً وإقليمياً، سواء على صعيد التطور التقني والعسكري والطاقة إيرانياً، والصمود السوري بوجه الحرب المسعورة التي شنت عليه منذ قرابة الـ13عاماً وتمكنه من إفشال المخطط الأمريكي في تقسيم سوريا وعزلها عن إقليمها وعن حركات المقاومة وإضعاف قدراتها، واستمرار تطور حركات المقاومة كماص ونوعاً، ونجاح المقاومين في الحرب الحالية والنجاحات التي ستتحقق في أي حرب مقبلة؛ تبشر بإنجازات استراتيجية وتحولات دولية سيكون للمحور دور كبير فيها.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News