أخبار حلب _ سوريا
كذب تلو الآخر، وترّهات كلامية لا تثمن ولا تغني من جوع، تصدر عن دول لا حول لها إلا النفاق والكذب، ففي بيان ادّعاء وتمثيل ادّعت كل من قطر ومصر وأمريكا فجر الجمعة الماضي أنه يجب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
حيث قال البيان أن الوقت حان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وشدد البيان الثلاثي على أنه يجب عدم إضاعة مزيد من الوقت وألا تكون هناك أعذار لمزيد من التأجيل، موضحين أنهم كوسطاء مستعدون إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي لتسوية الأمور المتعلقة بالتنفيذ.
وخلال البيان قال متحدث الرئاسة المصرية “أحمد فهمي” أنه تم دعوة الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء 14 أغسطس أو الخميس الموافق 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة.
وأضاف أن الوسطاء مستعدون لطرح مقترح نهائي للتغلب على الثغرات وحل الأمور المتبقية المتعلقة بالتنفيذ وعلى النحو الذي يلبي توقعات كافة الأطراف، كاشفاً أنه حان الوقت كي يتم بصورة فورية ووضع حدا للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة وكذا للرهائن وعائلاتهم، وحان الوقت للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإبرام اتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن والمعتقلين.
كما ادّعى أن الدول الثلاث المشتركة في البيان قد سعت على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حاليا على الطاولة حيث لا يتبقى فقط سوى وضع التفاصيل المتعلقة بالتنفيذ ويستند هذا الاتفاق إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 أيار 2024 وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2735″.
إلا أن ما يؤكد كذب ادعاءاتهم وكذبهم هو اعتداء الكيان الصهيوني بعد اليوم التالي للبيان فجر يوم السبت على مدرسة التابعين، حيث قصف الفلسطينيين أثناء صلاتهم وعبادتهم بمجزرة لا ترحم، راح ضحيتها حوالي 100 شهيد، وأغلب الشهداء أصبحت أجسادهم مجرد أشلاء معبئة في أكياس، فأي مطالبات لوقف النار يطالب بها دول تطبع الكيان كمصر وقطر ودولة تدعم الكيان بكل ما أوتيت من قوة ألا وهي أمريكا؟!!
واستمراراً في نهج الكذب والادعاءات، أصدرت دولاً بياناً يحثّ على وقف إطلاق النار في غزة، إلا أنه ليس إلا بيان شكلي أمام العالم بأنها أرادت يوماً ما وقف النار، لكنها داعمة للكيان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حيث أصدر زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا بياناً مشتركاً بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
ادّعوا خلاله تأييدهم دعوات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة العشرات من الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم “حماس”، وتقديم المساعدات الإنسانية دون قيود، حيث اعتبر المستشار الألماني “أولاف شولتس” والرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ورئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر”، أنهم يؤيدون المساعي الأخيرة التي قامت بها أمريكا وقطر ومصر للتوسط في اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر بين الكيان و”حماس”.
وإضافة لذلك، فقد زعم الوسطاء أنهم أمضوا شهوراً في محاولة إقناع الجانبين بالموافقة على خطة من ثلاث مراحل تفرج فيها “حماس” عن الرهائن المتبقين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى الكيان وانسحاب الكيان من غزة.
وقد جاء في بيانهم أنه “يجب أن ينتهي القتال الآن، ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، إن سكان غزة بحاجة إلى توصيل المساعدات وتوزيعها بشكل عاجل وغير مقيد”.
وخلال البيان دعوا إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن أي هجمات انتقامية من شأنها أن تزيد من تصعيد التوترات الإقليمية بعد اغتيال القائد الكبير في المقاومة اللبنانية “فؤاد شكر” ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”.
ومن هنا نجد أن هذا البيان الغربي المشترك لا يلتفت إلى وقف النار لأجل غزة وأطفالها، إنما أرادوا إيصال فكرة هي عدم رد محور المقاومة على جرائم الكيان، ولأنهم لا يستطيعون أن يوجهوا هذا الكلام بشكل مباشر لدول المحور، فادّعوا رغبتهم في مطالبتهم بوقف النار، للوصول إلى مبتغاهم في إنقاذ الكيان الصهيوني من رد محوري صارخ على جرائمه.
إن أي بيان تصدره دول تدعم الكيان عسكرياً أم اقتصادياً أو حتى سياسياً ليست إلا بيان كاذبة منافقة، ظاهرها دعوة لوقف إطلاق النار، ومضمونها مصالح غربية تطبيعيّة بحتة، فإلى اللحظة مازال أطفال غزة يعانون تحت القصف والضرب.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News