أخبار حلب _ سوريا
قال اختصاصي الطاقة والفيزياء النووية، والباحث في القوى الكونية الأربعة، الدكتور “قاهر أبو الجدايل”: إن الهزة التي ضربت محافظة حماة منتصف ليل الثلاثاء كانت متوقعة، وقد تم الإشارة إليها منذ مدة طويلة، إذ أن زلازل شباط 2023 فرّغت جزء من الطاقة عن شمال فالق البحر الميت، لكنها لم تُلغِ وقوع هزات متوسطة إلى قوية دون الصفة التدميرية.
حيث أفاد “أبو الجدايل”، أن نحن أمام فالق بطول 1000 كيلومتراً، والإجهادات المتواجدة عليه كبيرة جداً، تتناسب طرداً مع طوله، وله عدة محاور ولكل محور بصمته وطاقته الزلزالية، مصياف الغاب، ومروراً باليمونة وسرغايا، إلى بحيرة طبرية فالبحر الميت، وصولاً إلى بداية البحر الأحمر.
وفي هذا الصدد، بين الاختصاصي، أن مبدأ التحريض يقوم على أمرين، الأول وقوع هزة بقوة 4 درجات فما فوق، والثاني هو توافر إجهادات جاهزة لأن تتحرر وتحدث هزة أُخرى، وهذا ما حصل في حماة، عند تسجيل هزة بقدر 4 درجة في محيط السلمية، لتحرّض في وقتٍ قصير الهزة الثانية والتي ضربت بقدر 5.5 درجات، وهذا الأمر كان متوقعاً، بل حتى أن حدوثه قد تأخّر.
كما أشار “أبو الجدايل” إلى أن ما حدث حرر جزءاً من الطاقة الكامنة فقط، وليس تحريراً كاملاً، بالتالي نحن أمام نشاط زلزالي على فالق البحر الميت متوقع في المنطقة الوسطى من سوريا، بين حماة وحمص ومصياف والسلمية ومحردة والغاب، والتي ستشهد هزات لاحقة بطبيعة الحال.
كما شدد أيضاً، على أن التحريض لم ينتهي، وإن كان هناك من يتساءل فيما كان سينتقل باتجاه الغرب والجنوب فالإجابة بالتأكيد هي نعم، فالغرب والجنوب يحملان إجهادات كبيرة لم تتحرر حتى الآن، بالتالي عملية التحريض قائمة وستستمر.
وبالنسبة للسؤال حول إن كان الوضع اليوم مطمئن، أجاب “أبو الجدايل”: أن الوضع بشكلٍ عام مطمئن لو أن الأبنية والمنشآت في بلادنا قائمة على الأكواد الزلزالية، لكن هناك الكثير من العشوائيات والأبنية المتهالكة، وخاصةً بعد زلازل الشمال، وحدوث زلزال بقوة 5.9 درجة على فالق مصياف – الغاب أمراً وارداً.
ونوه “أبو الجدايل” إلى وجود منطقتي ضعف تخضعان لنشاط زلزالي مستمر، وهما منطقة الربيعة وتيزين وصولاً إلى محردة وسهل الغاب، وفي الجنوب غربي حمص فاحل ومريمين ومشتى الحلو، إذ يظهر فيهما سلوك زلزالي مع مؤشر على وجود طاقة كامنة (احتقان في الطاقة ملحوظ على هذا المحور).
حيث توقّع “أبو الجدايل”، أن التحريض سينتقل محلياً باتجاه الغرب (فالق مصياف)، في حين نراقب ما ستذهب إليه الأمور على فالق اليمونة في لبنان، موضحاً أن وقوع زلزال بقدر 5.9 درجة لا يشكّل خطراً بطبيعة الحال على الأبنية الجيدة والملتزمة بالأكواد، وخطراً أقل على منازل الطابق الواحد، في حين الخطر مباشر على الأبنية المتهالكة والعشوائيات والمخالفات.
كما أكد “أبو الجدايل” على ضرورة “الابتعاد عن القلق والهلع، فالزلازل تُعالج بالوعي”، داعياً الجهات المعنية إلى “مواجهة الزلازل بالطريقة اليابانية، وعدم منح تراخيص إلّا بتطبيق الأكواد الزلزالية المحدثة.
علماً، أن هزة أرضية بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر ضربت شرق مدينة حماة، منتصف ليلة الثلاثاء، شعر بها السكان في مختلف المحافظات، وأدّت إلى أضرار كبيرة في المنازل بريف حماة، وسجّلت محطات الرصد في المركز الوطني للزلازل 14 هزة ليوم الاثنين ولغاية الساعة الثامنة صباح الثلاثاء، منها 13 هزة شرق مدينة حماة.
وبالمثل، قال المركز الوطني للزلازل في بيانه، إنه “سبق أن نوّه في وقتٍ سابق بتاريخ 18 أيار 2023 لتغيّر ملحوظ في الزلزالية ضمن نطاق يمتد من جنوب مدينة طرطوس في البحر إلى تلكلخ إلى حماة وصولاً إلى السلمية، وأن احتمال حدوث الهزات الأقل من 5 درجات تقدر بـ30%”.
والجدير بالذكر، أن امرأة تبلغ من العمر 70 عاماً توفيت في قرية “الربا” شمالي مدينة سلمية بريف حماة، نتيجة الهلع من الهزة الأرضية الأولى، فيما أُصيب نحو 25 شخصاً بجروح خفيفة ومتوسطة ورضوض وأسعفوا لمشفى الشهيد اللواء “قيس أحمد حبيب” الوطني.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News