أخبار حلب _ سوريا
كثير من المقولات تتردد على مسامعنا يومياً دون أن نعرف ما حكايتها، فقد كان أجدادنا يقولون لمن هو مقبل على الزواج “إن شاء الله جواز قبرصي” فما حكاية هذه المقولة في الموروث الشعبي السوري؟ وما دلالاتها؟ وبما ترتبط قصته؟
اختلفت الروايات الشعبية والتحليلات حول أصل التسمية والتشبيه، بين جانب سلبي وآخر إيجابي يتمنى استمرار العلاقة الجيدة بين الزوجين حتى نهاية العمر.
ما هي الروايات التي تدور حول هذه المقولة؟
الرواية الأولى، تدور حول الحكاية المتداولة في الثقافة الشعبية للسوريين بأن الأزواج في “قبرص” كانوا يدفنون إلى جوار بعضهم البعض بعد الموت ليحافظا على بقائهما معاً إلى الأبد في الحياة وفي الموت، أي أن الزواج يرمز للزواج الأبدي.
وأما الرواية الثانية، فإنها ترتبط بالحمير، وتتعلق بشكل رئيسي بالفارق بين قوة الحمير في بلاد الشام ومثيلاتها في قبرص، إذ أن الأخيرة تفوق حمير بلاد الشام قوة وتحملاً وحجماً.
فما هي العلاقة التي تربط الزواج بالحمير؟!!
ما يتم تداوله في الموروث الشعبي في سوريا أنه من المعروف أن الحمير الأهلية في بلاد الشام، صغيرة الحجم ولطيفة الطباع وحسنة العشرة وهي صبورة وجميلة الأشكال، ولكنها ليست قوية ولا تقارن بالحمير القبرصية التي كانت مشهورة بكبر حجمها وقوة تحمّلها، لذلك كان أهل الشام يأتون بالحمير القبرصية ويزاوجونها مع الحمير البلدية فتنتج حميراً تحمل صفات الابوين من الضخامة والقوة والتحمّل واللطف والطاعة، فيصبح الحمار نموذجياً وكاملاً من حيث الصفات.
ولهذا السبب كانت تقال عبارة الزواج القبرصي للشاب الذي لا يملك تكاليف الزواج أو لكبار السن الراغبين بالزواج، كنوع من المزاح والطرافة.
يذكر أن الشاب السوري يعاني من صعوبات كبيرة بتأمين مستلزمات الزواج جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية وضعف القوة المالية وارتفاع أسعار المنازل وتكاليف المعيشة، حتى باتوا يحلمون بالزواج القبرصي إلى ما شاء الله.
علماً أن قبرص ارتبطت في السنوات العشر الماضية بذاكرة السوريين من خلال مسلسل “ضيعة ضايعة”، مع استمرار المحقق “محسن” بالتوعد لكل من “جودة” و”أسعد” بوصول “عواهما” إلى أراضيها، بقوله “والله لوصل عواك لقبرص”.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News