أخبار حلب _ سوريا
في الوقت الذي يسعى فيه الغرب لتحقيق مآربه في الشرق الأوسط، ووضع لمساته الأوروبية في أفعال العرب، لا تتوقف السعودية عن انخراطها به واندفاعها نحو ما يسمى التطور الحضاري لتكون المساند الأول له لنسف كل معايير العروبة والأخلاق، محوّلةً هذا التطور لانحطاط يثير الخجل، خالعةً ثوب العروبة مترسّمةً بأزياء غربية لا تشبه دولة موقعها “شبه الجزيرة العربية”.
حيث تصدمنا السعودية يومياً بحفلات الخلع والرقص والهرج، فلم يعد هناك مكاناً للأخلاق، وتلاشى الدين بعيداً عن أجواء ما تصنعه، وكأنها لا تحتضن أقدس الأماكن على وجه الأرض، فإضافةً إلى موسيقا الرقص والصخب التي تتفنن بها، لا تحترم العرب والمسلمين في الجوار وهم يفقدون آلاف الأرواح والأطفال يومياً بفعل الكيان مدلل الغرب وحبيب قلبه، لتضع يدها بشكل غير مباشر في سفك الدماء وقتل الأبرياء.
حيث بدأ موسم الرياض لهذا العام بضجة إعلامية كبيرة وذلك بالتزامن مع معاناة فلسطينية يرثى لها حقّاً، معاناة آلمت حتى من يعيش في وسط أوروبا ما دفعه للصراخ ورفع العلم الفلسطيني، مطالبين بإنهاء وحشية العدو الصهيوني بحق الأبرياء، بينما كانت السعودية التي يفترض بها أن تكون أرض العروبة والإسلام، مشغولة بترتيبات الموسم، فشّدت الأنظار تعجّباً لا انبهاراً، وبينما كانت لبنان وسوريا واليمن والعراق يبذلون قصارى جهدهم لمحاربة العدو الصهيوني ومحاربة الغرب الداعم لهم، كان آل سعود فاتحين أبوابهم للتطبيع من أجل الشهرة لا شيء آخر.
وكان أول ما لفت العالم لموسم الرياض هو حفل Joy Awards الذي حشدت إليه كل مشاهير العالم ، موسمٌ أبطاله أمراء الترفيه الذين لا تعنيهم القضية الفلسطينية ولم يراعوا حرمة الدماء التي تسفك في غزة، وبكل تفاخر خرج رئيس الهيئة العامة للترفيه “تركي آل الشيخ” ليؤكد أن السعودية أصبحت تتمتع بدور مؤثر في صناعة الترفيه عالمياُ، لافتاً إلى مستوى النجاح الذي تحقق في المجال ذاته، وذلك بدعم العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان”، متناسياً أن من واجب العرب والعروبة تنكيس أفراحه لأحزان العرب والعروبة، إلا أن الشهرة التي ستحصل عليها السعودية بعد النجاحات الكبرى في صناعة الترفيه، أعمت على بصره وبصيرته وبات الوصول لمستوى الانحطاط الأخلاقي الذي يتمتع به الغرب هو حلم السعودية.
وبعد هذا الاحتفال، شدّ الحفل الأخير في موسم الرياض، والذي حمل الكثير من الرسائل اليهودية المعربة عقول العالم، متفاجئين من مدى الهبوط الثقافي الذي وصلت إليه السعودية، فكان هناك أشكال متنوعة من المغنين الذي لم تجبرهم السعودية أبداً على تعظيم حرمة الأرض التي هم عليها، بل تركتهم على أتمّ راحتهم باللباس والغناء والاستعراض، حتى بات التعري والفسوق يمارس على أرض الحرمين الشريفين، ولم يكتفِ عربان آل سعود بذلك، بل شوّهوا أعظم مقدسات الإسلام، ووضعوها وسط حفلهم، معتقدين أن العالم فقد عقله ولن يلتفت إلى الأشياء البسيطة، فمن لم يسكت عن مونديال باريس عندما تم تشويه صورة العشاء الأخير، لن يسكت اليوم عن تشويه مجسم الكعبة، والذي تم وضعه على المسرح وبدأت العارضات يطفن حوله، ليتحول المشهد إلى تدنيس واضح للشعائر الدينية.
والعجيب في الأمر أن هناك الكثير من المتفاعلين والمتابعين والمصفقين لهذا الإبداع الذي فاق الخيال، أشياء كبيرة وجهد وأموال لا حصر لها وضعت في احتفال، همه الوحيد هو ضرب الهوية العربية وخلع الدين والأخلاق عن الشباب العربي، ليتم توجيهه إلى مسار بعيد عن المقاومة والقضية الفلسطينية، فشتان ما بين شباب يلهو خلف أولئك العراة المنحطين دافعين أموال هائلة لمشاهدة تعريهم فقط، وبين شباب وضع روحه ودمه على كفن السلاح وسار مجاهداً من أجل الحفاظ على مقدسات الإسلام وإنقاذ المسلمين.
ختاماً..
إن كان للغرب وللعدو الصهيوني طريقاً يقضي به على الأجيال العربية القادمة، ومحو القضية من ذاكرتهم وتاريخهم، فالباب لذلك هو السعودية، التي تتماشى مع كل تحديث غربي يتم صنعه بذكاء يهودي صهيوني، فلم نعد نفرّق بين مسرح غربي وسط أوروبا ومسرح عربي في شبه الجزيرة العربية، وإن كانت المقاومة في كل أشكالها ودول محورها تسعى لتحرير الأقصى من الكيان الصهيوني، ستسعى أيضاً لتحرير الكعبة من آل سعود.
تابعنا عبر منصاتنا :