أخبار حلب _ سوريا
الموت على حافة المعركة انتحار.. ولأن الكيان الصهيوني يعيش حالة تخبط خوفاً من مواجهة رجال المقاومة، فاختار الانتحار بدلاً من قوة المواجهة؛ وهذا ما تناوله الكاتب الصهيوني في الشؤون العسكرية في موقع “يديعوت أحرونوت” “يوآف زيتون” في مقال له حول الآثار النفسية التي يعيشها جنود جيش العدو الذين قاتلوا لفترة طويلة في قطاع غزة ولبنان.
حيث يقول “زيتون” ما لا يقلّ عن 6 جنود ممّن قاتلوا لفترة طويلة في غزة ولبنان وضعوا حدًّا لحياتهم، وهذا مجرّد رقم جزئي، إذ يرفض الجيش “الصهيوني” نشر العدد الكامل للمُقاتلين خوفاً من السخرية التي ستأتي من العالم حين يشاهدون عدداً من الكيان الصهيوني ينتحرون خوفاً من المواجهة والذين انتحروا أو حاولوا الانتحار، غير أنه يعِدُ بأن البيانات ستُنشر نهاية العام، أي الشهر المقبل.
كما نقل “زيتون” عن خبراء جيش العدو أن “التأثير الحقيقي سيصبح واضحاً بعد عودة الجيش إلى الروتين الجزئي وانتهاء القتال إلى حد كبير”.
وليس هنا فقط… الكيان لم يكتف بالانتحار فمنهن من يعاني من حالات نفسية تملأ عقولهم بالمرض وباتوا يلجؤون إلى عيادات الصحة النفسية التي تمتلئ بجنود العدو.
ووفقاً لـ “زيتون”، فقد كشف مسؤولون عسكريون صهاينة عن زيادة في عدد الجنود المتقدمين للحصول على المساعدة النفسية، بما في ذلك في عيادات الصحة النفسية التي افتتحت مؤخرًا، ولاسيّما في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن هدأ القتال في غزة.
وفي هذا السياق، لفت المسؤولون الصهاينة إلى زيادة يجري الحديث عن آلاف الجنود، معظمهم من المُقاتلين، الذين توجهوا في الآونة الأخيرة فقط، ويضيفون “نحن على استعداد للتعامل مع كميات أكبر في وقت لاحق، وقد تمّ تشخيص بعض منهم بأنهم يعانون أعراض ما بعد الصدمة”.
الكيان في دوامة التخبط والصراع النفسي
وبالمثل، يورد “زيتون” وفقاً للعديد من الشهادات في الأسابيع الأخيرة، في كل وحدة قاتلت في غزة أو لبنان تقريبًا، في المتوسط، تم تسريح عدد كبير من المقاتلين لأسباب نفسية، مضيفاً “صحيح أن هذا من بين مئات الجنود الذين يخدمون في كتيبة، لكن هناك العديد من الجنود الذين يريدون الخروج من القتال ويواجهون صعوبات مع القيادة وسلطات الصحة النفسية، أيضًا على خلفية نقص الجنود والذي يزداد سوءًا كل يوم، وهكذا على سبيل المثال، في إحدى كتائب المشاة النظامية، فكر جنود وأولياء أمورهم في رفع دعوى ضد القادة على أساس عدم مراعاة الأعباء النفسية المفروضة على الجنود”.
وفيما يروي أيضاً “في إحدى كتائب المشاة النظامية كان هناك مقاتل يرفض منذ أشهر مغادرة قطاع غزة ويطالب بمواصلة القتال دون توقف، وقد تلقى الجندي علاجًا نفسيًا في أراضي القطاع من قبل حارس أمني دخل إلى الداخل لهذا الغرض وفي كتيبة أخرى، وفي ذروة المناورة في غزة، قبل نحو عام، ركض مقاتل من مدرعته، لكن في طريقه أوقفته قوة أخرى ونقلته للعلاج”، ويُكمل نقلًا عن الضابط الصهيوني الذي يقود القوات في قطاع غزة: “إنها حفرة سوداء لا نهاية لها، لأن العديد من المقاتلين المتحمّسين يخجلون من الخضوع لعلاج طويل وكبير، وفي هذه الأثناء تتراكم ندوب مخفية يمكن التعبير عنها في نوبات غضب أو قمع هادئ خلال الإجازات القصيرة بين التوغلات والجولات القتالية في غزة”، ويُشير الى أن “هذا يؤثّر حتى على القادة الأكثر صلابة وخبرة، وبالتأكيد في مثل هذا الحدث الحربي الطويل الذي لا ينتهي في أراضي العدو” (على حدّ تعبيره).
وفي هذا الصدد، بين “زيتون” أن “ضابطاً مقاتلًا شاباً أنهى حياته في منطقة القتال في غزة، أمام بعض مرؤوسيه، في حدث لا يزال يتردّد صداه في الوحدة”، قائلاً: قائد كتيبة “صهيونية” قاتل لعدة أشهر في قطاع غزة إنه لم يكن يكتفي فقط بورش المعالجة النفسية التي يتلقاها المقاتلون في بداية كل هدنة، فقرّر إعطاء ورشة علاجية كهذه عالية المستوى لشريحتين لديه تعرضوا لـ “عبء نفسي” شديد”.
12 ألف جندي مُعاق جراء الحرب…
إضافة لذلك، وبحسب بيانات رسمية من وزارة الحرب الصهيونية تم تحديثها الشهر الماضي، تم قبول أكثر من 12 ألف جندي جريح كمعاقين منذ بداية الحرب؛ وكان يجري استقبال حوالي 1000 جريح جديد في كل شهر من العام الماضي، بينما تتحدّث تقديرات كبار المسؤولين الصهاينة في قسم إعادة التأهيل وأنه بحلول نهاية العام المقبل سيصل عدد معاقي الحرب إلى 20 ألفًا.
وكذلك نقل “زيتون” عن تقدير المتخصّصين أن حوالي 40% من المُصابين الذين سيتم الاعتراف بهم من قبل قسم إعادة التأهيل سيواجهون ردود أفعال نفسية مختلفة واليوم، تم الاعتراف ب 35% منهم على انهم يعانون من اضطرابات نفسية (بالمناسبة، معظمهم من جنود الاحتياط).
ووفقاً لوزارة الحرب الصهيونية، فإن هناك مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب وليس فقط ما بعد الصدمة خارج نطاق المعاقين المعترف بهم رسميًا.
وأفاد “زيتون” أن هناك مئات الآلاف من الجنود النظاميين والاحتياط الذين عايشوا قطاع غزة من الداخل أو تعرضوا لمشاهد قاسية، هم:
_قوات الخطوط الأمامية التي تعتني بالجرحى أو الجثث.
_مشغلي الطائرات المسيّرة عبر الشاشة.
_جنود القبة الحديدية الذين قد يفشلون في محاولة اعتراض الصواريخ، ونتيجة لذلك يُقتل مستوطنون أو جنود.
ختاماً…
ما زلنا نشهد التخبط لدى الكيان وحالة الصراع التي يعيشها ما بين الخوف والانتحار والمرض النفسي الذي يأكل تفكيره ولم يعد يعرف ماذا سيفعل سوا الانتحار أو الذهاب إلى مشافي صحية كي يتلقى العلاج المناسب لسخريته…
تابعنا عبر منصاتنا :