تحدثت وسائل إعلام الإسرائيلية عن زيارة قريبة جداً يقوم بها رئيس الاحتلال الإسرائيلي “إسحاق هرتسوغ” إلى البحرين للمرة الأولى.
وبحسب المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن موعد الزيارة هو بتاريخ 4 كانون الأول من هذه السنة أي في السهر المقبل، وبحسب وسائل الإعلام تلك فإن هذه الزيارة جاءت تلبيةً لدعوة تلقاها “هرتسوغ” من الملك البحريني “حمد بن عيسى آل خليفة”.
وبالرغم من التكبر الإسرائيلي القديم على دولة البحرين باعتبارها ليست ذات قيمة مرموقة في جاهة دول الخليج، إلا أن رئيس الاحتلال الإسرائيلي سيتكرم عليها بزيارة لأول مرة، وبحسب “قناة 13” الإسرائيلية فإن “هرتسوغ” سيعقد اجتماعات مع الملك البحريني، وكبار المسؤولين في المملكة وأعضاء الجالية اليهودية، وأنهم سيناقشون في تعزيز العلاقات وتوسيع التعاون.
لن تكسب البحرين الرضا الإسرائيلي وحدها حيث سيتوجه “هرتسوغ” في اليوم التالي إلى دولة الإمارات، حيث سيشارك في مؤتمر الفضاء الذي سيُعقد في أبو ظبي، ويلتقي رئيس الإمارات “محمد بن زايد آل نهيان”، وخلافاً للبحرين فهذا سيكون رابع لقاء بين “هرتسوغ” ورئيس الإمارات منذ توليه منصبه.
تأتي تلك اللقاءات المكوكية بعد وقعت كل من الإمارات والبحرين في البيت الأبيض اتفاق التطبيع مع الاحتلال في 15 أيلول/2020، بحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ولماذا البحرين تنضم إلى قائمة اهتمامات رئيس الاحتلال الإسرائيلي؟! سؤال يطرح نفسه بشدة
في الواقع لم تكن إسرائيل تحتاج من قبل إلى دعم كبار وصغار دول الخليج، حيث كان الحضور الأمريكي ودعمه كافياً لمواجهة المخاطر الوجودية التي لم تكن بهذا الحجم الذي هي عليه اليوم.
فالدعم الأوربي لإسرائيل والاحتضان الأمريكي كان كافياً لتسرح وتمرح في منطقة الشرق الأوسط.
لكن الذي تغير في هذا الوقت أن محور المقاومة ثبت معادلة ردع إقليمية حين انتصر في سورية، وظهرت إيران كقوة حاضرة ولها تأثيرها على معادلات دولية.
وبدأت تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية تخرج الأمريكي من جحره ليضعه في موقف محرج أمام أوربا، فتراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، ولم يعد قادراً على دفع ثمن تكاليف الحرب.
ذلك الأمر الذي دفع إسرائيل لاتخاذ قرار إيقاف معركة “وحدة الساحات” التي بدأتها مع غزة، وكذلك توقيع اتفاق حقل كاريش مع لبنان، ومازالت إلى اليوم مربكة وفي حالة تهديد أمني يستمر يومياً مع عمليات جنين ونابلس والضفة الغربية.
تلجأ إسرائيل اليوم إلى لملمت أوراقها، وأقامت تحالفات مع بعض الدول في الشرق الأوسط، خشية أن تتركها أمريكا وحيدة تواجه مصيرها في المنطقة أمام محور يتعاظم في القوة والتطور والتماسك كل يوم وخاصة بعد عودة حماس إلى الحضن السوري.
وقد بدأت إسرائيل تحت مسمى “ناتو شرق أوسطي” الحصول على مكاسب من الدول الخليجية سواء الصغيرة أو الكبيرة، لحاجتها إلى ضمان بقائها من خلال هذا التحالف الذي قد يمكنها من الجلوس على طاولة مفاوضات مع محور المقاومة.
لكن المعادلات الجديدة التي فرضتها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتي جعلت العالم يتجه بتحالفاته ومصالحه باتجاه النظام العالمي الجديد قد يحول دون حصول الكيان الإسرائيلي على صمام أمانه.