على الرغم من مرور 83 عاماً على جريمة سلخ اللواء واغتصابه، إلا أن نضال السوريين لن يتوقف لاسترداده وإعادته لوطنه الأم سوريا.
تلك الجريمة التي نفذت بموجب اتفاق الاحتلال التركي والاحتلالين الفرنسي والبريطاني منذ عام 1939 والتي ترافقت مع محاولات الأطراف الضالعة فيها لترسيخ سياستهم الاحتلالية، عبر ممارسات لا شرعية لها مثل عملية تتريك اللواء وقراه الممتدة على مساحة تبلغ 4800 كيلومتر مربع، ويسكنها أكثر من مليون نسمة معظمهم من العرب السوريين.
فقد تم سلب اللواء ونهب ثرواته بعد تزوير الحقائق والوقائع، بموجب الاتفاق الثلاثي المذكور لكن فصول ما تم التآمر عليه قبل عشرات السنين ما زالت تتوالى عبر ممارسات النظام التركي الحالي، ومحاولاته إعادة رسم السيناريو ذاته، من خلال الاعتداءات على الأراضي السورية ودعم الإرهابيين في الشمال السوري منذ سنوات.
كما تعرض السوريين فيه لحملات تضييق من قبل الأنظمة التركية المتعاقبة استمرت عشرات السنين، وتسببت في تهجير الكثير منهم، بالتوازي مع نقل المحتل التركي لآلاف الأتراك وتوطينهم في اللواء، بهدف تغيير هويته العربية السورية.
ولم يتوقف حلم الاحتلال التركي عند سلخه للواء فما يجري الآن من محاولات احتلاله لأجزاء من الأراضي السورية، ودعمه المتواصل للتنظيمات الإرهابية.
وشن قواته عدواناً موصوفاً على قرى أرياف الحسكة والرقة والقامشلي وحلب من قصف لمنازل السوريين الآمنيين لقطع المياه المستمر عن الأهالي في مدينة الحسكة إلى جرائم سرقة الغاز والآثار والنفط والمنشآت الاقتصادية ماهي إلا أمثلة عن محاولته لتحقيق أطماعه التوسعية في سوريا.
حيث تؤكد الوقائع والحقائق الميدانية على الأرض بأن الجرائم التي يرتكبها النظام التركي اليوم بحق المدنيين السوريين وحقوقهم، فاقت ما ارتكبه أسلافه من مجازر بحق الأرمن وغيرهم، وفاقت أيضاً جرائم أجداده الذين سرقوا لواء إسكندرون.
إلا أن الحق السوري في اللواء باق حيث لاتزال ذكراه خالدة في عقول السوريين ووجدانهم كأرض عربية سورية محتلة لابد أن تعود إلى أصحابها مهما طال الزمن.
فإرادة السوريين ستبقى الأقوى في ظل تمسكهم بثوابتهم الوطنية،وإيمانهم بتحقيق النصر بتحرير ما تبقى من الأراضي السورية المنطوية تحت الظلم الإرهابي.