الأمر الواضح منذ البداية بأنَّ:
“سياسية التخويف من إيران” التي اعتمدها الثنائي “الأمريكي الإسرائيلي” وبكثافة كان الهدف الأول والأخير منها هو ضرب أمن واستقرار المنطقة بهدف الحفاظ على “أمن واستقرار إسرائيل”فقط.
لذلك أيقن العالم بعد ردة فعل هذا الثنائي إزاء الاتفاق الإيراني السعودي على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما وأن الخلافات التي كانت تحول دون عودة تلك العلاقات هي صناعة “أمريكية إسرائيلية”.
وبهدف الوقوف على حجم الضربة الموجعة التي وجهها الاتفاق الإيراني السعودي إلى المخطط الأمريكي “الإسرائيلي” الخبيث والذي كان ينفذ وبإندفاعة قوية ليس لدمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة فحسب بل لتشكيل ما يسمى بتحالف “الدول المعتدلة” العربية مع “اسرائيل” بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة “عدوّ وهميّ” اصطنعه الثنائي الأمريكي “الإسرائيلي” للدول العربية هو إيران الدولة الجارة والمسلمة والمسالمة لهذه الدول.
ويجدر بنا أن نمُرّ سريعاً على ردود الأفعال الأولية والتي صدرت عن زعماء وصحافة وإعلام الكيان الإسرائيليّ إزاء هذا الاتفاق.
فزعيم المعارضة يائير لبيد أفاد بأنّ: “الاتفاق السعودي الإيراني هو فشل تام وخطر لسياسة الحكومة الإسرائيلية الخارجية وهو إنه انهيار للجدار الدفاعي الإقليمي الذي بدأنا ببنائه ضد إيران”.
أمّا وزير الحرب الإسرائيلي السابق بيني غانتس صرّح قائلاً إنّ: “استئناف العلاقات بين إيران والسعودية تطور مقلق وإنّ التحديات الأمنية الهائلة التي تواجه دولة إسرائيل في تزايد ورئيس الوزراء وحكومته مشغولان بتنفيذ انقلاب”.
من جانب آخر وصف رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الاتفاق بأنه: “نصر سياسي لإيران” وهو “ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران” و: “فشل ذريع لحكومة نتنياهو”.
بدوره اعتبر إيتمار آيخنر المراسل الدبلوماسي لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاتفاق بين ايران والسعودية من الناحية العملية “بصقة” في وجه “إسرائيل”.
وفي سياق متصل أوضح الإعلام “الإسرائيلي” قائلاً إنّ: “الحلم الإسرائيلي بإقامة حلف عربي دولي ضد إيران تبدد مع إعلان الاتفاق وعلى واشنطن إعادة فحص موقفها”.
مشيراً إلى أنّ:
“الاتفاق بين إيران والسعودية يرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط وقد يبعث الحياة في الاتصالات لاتفاق نووي جديد”.
وبيّنَ أنّ:”الاتفاق السعودي الإيراني ضربة للصراع الإسرائيلي ضد النووي الإيراني لا يمكن الحدّ من آثارها”.
ومن المؤكّد أن عودة الوئام والدفء إلى العلاقات بين طهران والرياض وانعكاس ذلك إيجاباً على أمن واستقرار المنطقة وذلك عبر تسوية مشاكلها من خلال الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية لما فيه خير شعوبها وهذا ليس بالأمر الذي يحبذه كيان غاصب قائم على الجريمة والقتل والاغتصاب مثل “إسرائيل” ولا لقوة خارجية غاشمة تحاول إصطناع فتن بين شعوب المنطقة، لتبرير تواجدها غير الشرعي في المنطقة مثل الولايات المتحدة الأمريكية.