كثير من الدلالات حملتها زيارة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إلى العراق .
وتبعاً لهذه الدلالات ستكثر التأويلات والتوقعات والاحتمالات عن مآلاتها إلا أن ماتحقق بالفعل وبشكل مباشر هو أن العراق وفي ظل حكومة منبثقة عن الإطار التنسيقي الذي أسهمت بنشأته قوى المقاومة إسهاماً كبيراً فهو من استقبل زياد النخالة أحسن استقبال ورحّب به أجمل ترحيب.
فالحقيقة التي تظهر جليةً أنّ الحكومة والقوى السياسية العراقية المحسوبة على إيران تحيي يوم القدس العالمي هذا العام في ظل تراص وتلاحم غير مسبوق بين قوى المقاومة في المنطقة.
حيث قامت باستضافة أمين عام حركة جهادية لها اليد الطولى في مواجهة الكيان الصهيوني من الداخل الفلسطيني.
ولها الإسهام الأكبر بتسليح الضفة الغربية وتشكيل مجموعات مقاومة نفذت عمليات جهادية كبرى زلزلت أركان النظام السياسي في تل أبيب.
في المقابل إنّ العواصم التي وقفت بالضد من النظام السياسيّ الجديد في العراق ووصمته بأشنع العبارات وشنت عليه حملاتها الإعلامية الصفراء مع سيل عارم من الأكاذيب والهجمات الإرهابية الشعواء بآلاف الانتحاريين والعجلات المفخخة.
فهذه العواصم المطّبعة ترتعد خوفاً عند ذكر “إسرائيل”؟
ولاتجرؤ على إحياء يوم القدس في عواصمها أو أن تحتضن أو تستقبل مجاهد واحد من قوى المقاومة الفلسطينية.
وإذا بالعراق اليوم يثبت لكل العالم أنه عراق الثوابت الإسلامية وقلب العروبة النابض وركنها الحصين .
فهو البلد الوحيد من بين الدول العربية مجتمعة لديه قانون يجرم التطبيع مع اسرائيل.
حيث جاء استقبال النخالة لينسف كل التُّرّهات التي شنتها الحملات الدعائية السقيمة التي ادعت قرب انخراط العراق بمشروع التطبيع مع الكيان الإسرائيلي بقيادة الإطار التنسيقي.
فإن لم يتمكن العراق اليوم بشعبه وحكومته ونظامه السياسي من أن يكون قريباً من الأنظمة السياسية العربية فلا شك أنه بات أكثر قرباً لشعوب المنطقة وبدأ باستعادة مكانته الريادية بين دول المنطقة.
فلسنا اليوم أمام استضافة سياسية عابرة فالعراق لديه سفارة فلسطينية كاملة لكننا أمام موقف عراقي حازم من الكيان الصهيوني ومن التطبيع معه.
وهذا الموقف العراقي محرج لكل من حاول المتاجرة بشعارات العروبة والتباكي على فلسطين .
وهو موقف سيعزز من صمود الشعب الفلسطينيّ أكثر ويمثل ركلة عنيفة لمشروع التطبيع والمطبعين في المنطقة.