تؤثر العلاقات السورية الإيرانية بشكل كبير على الكيان المؤقّت حتى أصبحت هاجساً يهدد أمنه ووجوده كونها تتمحور حول موقعية دور سوريا في الصراع العربي الفلسطيني وإجهاض هذه العلاقة للأهداف الأمريكية_الإسرائيلية الاستراتيجية من الحرب على سوريا وتأمين حماية أمن الكيان المؤقت.
فقد حدّدت هذه العلاقة بتداعياتها على الكيان المؤقّت ملامح طبيعة المعركة التي انتهجها العدو الإسرائيلي “معركة ما بين الحروب” في سوريا وذلك نتيجة العجز عن خوض حرب شاملة غير محسومة النتائج بعد فشل الحرب الإرهابية على سوريا من إخراجها من معادلة الصراع ضد العدو الإسرائيلي.
حيث صدرت ورقة عن مركز دراسات غرب آسيا تستغرض موجزاً لأبرز هذه التأثيرات الاستراتيجية ويمكن إدراجها في العناوين التفصيلية التالية:
1 تثبيط أحد أهم الأهداف الاستراتيجية على سوريا، وهو إخراج سوريا من معادلة الردع في صراع المحور ضد الكيان المؤقت.
2 تضييق هامش حرية الحركة الجوية الإسرائيلية في سوريا والمزيد من تآكل الردع الإسرائيلي، ويقابله نمو الردع السوري بما يخفض معه سقف الضربات وفق ردع مقبول التكلفة.
3 تخبط صنع قرار الحكومة الإسرائيلية بطريقة غير مسبوقة مع تصاعد عملية بناء الردع السوري وتعزيز وحدة محور المقاومة وإظهار الاستعداد في خوض معركة مع العدو بما يعيد خلط أوراق الحسابات لدى الكيان المؤقت سياسيّاً وأمنيّاً وصولاً لتآكل الردع بشكل كبير.
4 نمو معادلة الأمن المشترك لمحور المقاومة وعدم السماح للعدو بتحييد الساحات مع الدور السوري القوي في تعديل موازين المعركة بين الحروب بالنسبة لكل المحور، ورفع نسبة تهديد الحرب الشاملة.
5 تقويض عملية استثمار الكيان المؤقت لأزمات الجنوب السوري، وكبح مطامع العدو فيه.
6 تأمين الاستقرار السوري الداخلي وتوجيه التهديد باتجاه الكيان المؤقت عبر العمل على توحيد الجبهات الداخلية نحو العدو الإسرائيلي.
7 تآكل حملة ما بين الحروب التي انتهجها الكيان المؤقت على مدى العقد الماضي في محاولة وذلك لتحقيق أهدافه دون كلفة مرتفعة والدخول في حرب.
8 تزايد التهديدات على الأمن القومي الإسرائيلي، وتحديداً من الجنوب السوري واحتمال تغيير خارطة الجولان المحتل لغير صالح العدو الإسرائيلي.
9 فشل الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي في منع ظهور حزب الله ثان في سوريا وفق المزاعم الإسرائيلية بحيث أن مشكلة حزب الله ستظل مع العدو الصهيوني لفترة من الوقت.
10 استعادة سوريا بناء منظومتها الدفاعية وقدراتها الجوية والصاروخية وتأسيس معادلة ردع جديدة وتغيير معادلة الاشتباك في سوريا، وصولًا إلى الحرب التي يحاول الإسرائيلي تجنبها طوال العشر سنوات الماضية.
11 خسارة التنسيق الإسرائيلي الروسي كنتيجة غير مباشرة للعلاقات السورية الإيرانية في ظل العلاقة الروسية الإيرانية في سوريا الحالية من الحرب الأوكرانية الروسية.
12 خسارة معركة ما أطلق عليه بالخطاب العبري “منع التموضع الإيراني في سوريا”.
13 عودة العلاقات السورية مع الفصائل الفلسطينية وتداعياتها على اختراق مشروع التطبيع العربي الإسرائيلي من جهة وزيادة الهواجس الإسرائيلية والقلق الأمني والعسكري من جهة ثانية
فقد أفشلت خيارات سوريا في الصمود والثبات والمقاومة أهداف المخطط الأمريكي_الصهيوني و تدرّجت في خط تنازلي من القضاء على سوريا أو الإطاحة بالنظام أو تغيير سلوكه.
حيث كانت ومازالت من أولويات القيادة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد الحفاظ على القضية الفلسطينية كونها بوصلة في رسم السياسات الخارجية السورية ليؤكد ذلك خطاب القسم الرئاسي في 17 تموز العام 2021 على تمحور الدولة السورية حول قضية فلسطين وفي ذلك قوله: ”نخسر عندما نصدق أن النأي بالنفس هو سياسة وأنه يقينا من شظايا الاضطراب في محيطنا وعندما نعتقد أن القضايا المحيطة بنا منعزلة عن قضيتنا ونربح عندما نفهم في العمق أن أقرب تلك القضايا إلينا هي قضية فلسطين“.