بينما تحتضر العملية التعليمية في سوريا تظهر هنا وهناك تصاريح لا تنم عن أي تأن أو دراسة ، وليس آخرها تصريح عن قيام مديريات التربية بوضع عدد من الكاميرات في المراكز الأمتحانية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية ، ويتساءل متابعون ما هو الغرض من هذه التصاريح قبيل الامتحانات ؟! و يجيب المتابعون أنفسهم بأن ليس هناك أي فائدة ترجى غير زيادة الضغط والتوتر النفسي على الطلاب .
وهل هذه الكاميرات هي التي ستصلح ما أفسدته القرارات الغير مدروسة من وزارة التربية والتعليم ؟
أم مكانها في الصفوف الدراسية لمراقبة سير العملية التعليمية وضبط أي تقصير من المدرسين ؟
أم أن هذه الكاميرات مكانها الصحيح في مكاتب المسؤولين لمراقبة الفساد وحالات الرشاوي التي شكلت عبئا” إضافيا” على كاهل المواطن السوري ؟
وما سبب التغيير المستمر في المناهج الدراسية هل هو تغيير لمواكبة التقدم العلمي ام انه مجرد هدر للمال العام بدليل النقص الشديد في الكتب المدرسية الذي تشهده المدارس في بداية كل عام أي أن المنهاج يتغير لكنه لا يصل ليد الطالب.
هذا الطالب المسكين الذي يعيش واقع الحرب السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد أصبح فأر تجارب لقرارات المسؤولين و ضحية الواقع التعليمي الأليم الذي تشهده المدارس والمنشآت التعليمية ليلجأ الطالب إلى الدروس الخصوصية ليرمم النقص التعليمي الذي أحدثته المدارس الحكومية ، في ظل غلاء فاحش للدورات التعليمة في المعاهد الخاصة ناهيك عن غلاء أسعار القرطاسية والوسائل التعليمية .
ماذا عن ظاهرة الانتحار عند طلبة الشهادتين من المسؤول عنها وهل ستنتهي هذه المأساة أم أننا سنشهد هذا العام ضحايا جدد لفشل العملية التعليمية ؟
أسئلة كثيرة تدور في الأذهان على أمل حدوث تسونامي في الواقع التعليمي يزيل معه كل آثار الفشل وينهض من جديد بالتعليم ليرتقي به .
يذكر أن المدارس السورية شهدت قبل أيام قليلة وتحديدا” في آخر يوم امتحاني للمراحل الانتقالية ظاهرة لا تستدعي استقالة وزير فلاني او مسؤول فلاني أسوة بالدول المتقدمة بل تستدعي استنفار الكادر التعليمي برمته لمعالجة أسباب هذه الظاهرة ألا وهي قيام الطلاب بتمزيق كتبهم المدرسية ورميها في الشوارع وكأنهم ينتقمون من الامتحانات او من الواقع التعليمي ككل ، او ليست هذه المدارس هي التي انشات هؤلاء الطلاب و قدمت لهم التربية قبل التعليم ؟