انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات من نبتة الدفلة، خاصةً أنها تتواجد بكثرة في الشوارع السورية.
حيث تعرف نبتة الدفلة بأنها شجيرة دائمة الخضرة، سريعة النمو، تزهر في أواخر الصيف وذات أزهار بألوان مختلفة (أحمر، زهري، أبيض، أصفر)، وتتم زراعتها بكثرة في شوارع وحدائق المدن السورية لأن لها دور كبير في تنقية الهواء من الملوثات، كما أنها من النباتات شديدة التحمل لدرجات الحرارة العالية والجفاف والصقيع والرياح، فهي تعد خياراً مثالياً نظراً لشدة تحملها.
وتتصف الدفلة بأنها من النباتات السامة، فهي نبتة شديدة السمية بكافة أجزائها (جذور، بذور، ساق، أوراق، أزهار)، وتختلف السمية باختلاف جزء النبتة؛ فالجذور والبذور أشد سمية من باقي الأجزاء، وباختلاف لون أزهار النبتة؛ فذات اللون الأحمر أشد سمية من ذات اللون الزهري، وأشد سمية من ذات اللون الأبيض .
أما عن المركبات السمية التي تحتويها فهي تحتوي على ما يسمى بالغليكوزيدات القلبية وأشهر مركبين تحتويهما هذه النبتة هما (أولياندرين ونيرجين) ، فالغليكوزيدات القلبية هي مركبات عديدة تستخلص من النباتات غالباً تقوي انقباض العضلة القلبية وتستخدم لعلاج العديد من الأمراض القلبية مثل: الفشل القلبي واللانظميات القلبية وبجرعات قليلة ومدروسة.
وتتجلى سمية الدفلة باحتوائها على جرعات كبيرة من الغليكوزيدات القلبية التي تسبب عند تناولها سمية قلبية قد تصل إلى توقف عضلة القلب والوفاة.
وبالنسبة لأعراض التسمم بهذه النبتة فتتمثل في بطئ ضربات القلب أو عدم انتظامها بالإضافة إلى انخفاض الضغط الشرياني، ورؤية مشوشة ،و ألم بطني وغثيان وإقياء، بالإضافة إلى تعب معمم و دوار (دوخة) ، مشيرة إلى أنه تختلف الكمية القاتلة من هذه النبتة من نوع إلى آخر (حيث يوجد أنواع ذات سمية أشد من أنواع أخرى) ولكنها بالمجمل نبتة سامة على الإنسان والحيوان.
وتشير المصادر العلمية إلى أن وسطي الكمية القاتلة من هذه النبتة هو 5-15غ من الأوراق للبالغين، وللأطفال حفنة من الأزهار قد تكون قاتلة، مشددة على ضرورة أن توعية الأطفال حول مخاطر هذه النبتة وضرورة الابتعاد عنها حفاظا” على سلامتهم.
وكل ذلك يستدعي ضرورة وجود توعية مجتمعية حول وجود نبات سام بمكان معين لحماية الأطفال أمر مهم لاسيما وأن نبات الدفلة ينتشر في معظم الحدائق والشوارع والمنصفات في دمشق والمحافظات الأخرى لما للدفلة دور بتنقية الهواء من التلوث لأن كل ما هو سام يعلق على ورقة الشجيرة وهي شديدة التحمل للظروف الجوية بمختلف الفصول ورغم وجود نباتات من نفس الفصيلة إلا أنها أكثر انتشارا” حتى على مستوى العالم.
لكن للدفلة دور الطبي أسهم بانتشار زراعتها أيضاً فالمادة السامة.
“اولياندرين” التي تسبب الوفاة في حال تناولها لدورها في انقباض عضلة القلب هي نفس المادة التي تؤخذ طبياً وبكميات مدروسة لعلاج فشل عضلة القلب لكن بشكل علمي وطبي.