منذ صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي والذي أفاد بأن طهران قدمت إجابة مرضية فيما يتعلق باكتشاف جزيئات يورانيوم مُشتبه بها، وانها أعادت تركيب بعض معدات المراقبة التي وُضعت في البداية بموجب الاتفاق النوويّ لعام 2015 الذي يتوقف العمل به الآن، كان قد كثف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو حركاته البهلوانية، دون أن يثير إعجاب أحد، حتى من هم داخل كيانه.
فمن المعروف عن نتنياهو أنه لم يقُل خلال ظهوره في المشهد السياسي في الكيان الإسرائيلي، كلمة واحدة صادقة عن إيران، أو عن برنامجها النوويّ السلميّ أو عن الاتفاق النوويّ بين إيران ومجموعة 5+1.
حيث أنه يعلن منذ سنوات طويلة أن إيران اقتربت من القنبلة النووية، ولا يفصلها سوى شهور عن إنتاج القنبلة النووية.
لافتاً بأنها تخصب اليورانيوم بنسب عالية في منشآت سرية، وهذا المهرج يخرج علينا اليوم ليقول، رداً على تقرير الوكالة الدولية، أنّ: “إيران تواصل الكذب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وبأن الوكالة رضخت لإيران، لذلك: “فإن نشاطها الرقابي في إيران وتقاريرها عن النشاط النووي الإيراني سيكونان بلا أهمية”.
والجدير بالذكر أن هذه النظرة الاستعلائية والاستكبارية لنتنياهو إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي منظمة دولية أخرى هي نظرة نابعة من شعور الصهاينة بأنّ كيانهم فوق القانون، وأن جميع هذه المنظمات الدولية يجب أن تكون في خدمة الصهيونية، وإلا فإنها ستتعرض لغضب الصهيونية العالمية وللوبياتها في الغرب، وليس لهذه المنظمات أدنى حق في أن تصدر قراراً يندد بالكيان الإسرائيلي العنصري الإرهابي او ضد جرائمه بحق الفسطينيين والعرب، كما ليس لها الحق في أن تصدر قراراً لصالح من يعتبرهم هذا الكيان أعداء له.
ولعل أكثر الحركات البهلوانية التي قام بها المهرج نتنياهو بعد صدور قرار الوكالة الدولية، ظهوره يوم الأحد الماضي في غرفة قيادة تحت الأرض محاطاً بأعضاء الحكومة الأمنية، وهو يهدد إيران قائلاً:” نحن ملتزمون بالعمل ضد مساعي إيران النوويّة وضد الهجمات الصاروخية على إسرائيل واحتمال فتح هذه الجبهات في آن واحد”.
وقد نقل مكتبه لقطات عن ما قيل أنه تدريب الحكومة على الاستعداد للحرب.
وليس لنا أمام كل تهريج نتنياهو البائس ومسرحياته الهابطة والمضحكة إلا أن نقول بأن زمن أضرب واهرب قد ولّى.
وبأنّ زمن الحروب الخاطفة والخروج منها بأقل الخسائر قد ولّى أيضاً، فهناك اليوم مقاومة ترد الصاع صاعين ويدها على الزناد ولن تتردد في الضغط عليه في أي لحظة إذا ما ارتكب الصهاينة أدنى حماقة.
كما أنّ المهرج نتنياهو وعرابوه في الولايات المتحدة والغرب يعلمون علم اليقين أن اليوم الذي يلي يوم الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون آخر أيام أعمار الصهاينة المشؤومة وكيانهم المسخ.
وهذه الحقيقة هي التي جعلت نتنياهو يتحول إلى مهرج يثير الشفقة أكثر من الضحك.