أعلنت روسيا اتفاق الأطراف الأربعة “معاوني وزراء دفاع سوريا وروسيا وتركيا وإيران” على “خريطة طريق” للتقارب بين سوريا وتركيا، حيث بدأت التسريبات عن تفاصيل هذه المحادثات خاصةً، وعن مسار التقارب السوري- التركي عامة.
وجاء ذلك بعد انتهاء اجتماع في أستانا بتاريخ 21 حزيران الفائت، والذي تزامن مع تحركات ميدانية في سوريا تمثلت بقصف الاحتلال التركي لمناطق سيطرة الفصائل المسلحة “قسد” شمالي سوريا؛ وقصف روسي- سوري مشترك لمواقع الفصائل المسلحة غربي سوريا.
وفي هذا السياق أصدرت وزارة الدفاع السورية بياناً عن التصعيد غربي سوريا قالت فيه: “هذا التصعيد جاء رداً على الاعتداءات اليومية المتكررة التي تنفذها المجموعات الإرهابية على المدنيين في المناطق السكنية الآمنة في ريف حماة، نفذت قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة ضربات جوية وصاروخية دقيقة ونوعية استهدفت فيها المقرات المحصنة للتنظيمات الإرهابية في منطقة جبل الأربعين في ريف إدلب بما فيها من أسلحة وذخائر وأدوات توجيه وطائرات مسيرة استطلاعية وضاربة ومعدات تنصت وتشويش”.
وقد ربطت التحليلات هذا التصعيد بمسار التقارب السوري- التركي، والتشديد السوري على أن انسحاب الاحتلال التركي من سوريا هو المدخل لحدوث أي تقارب مع تركيا.
وفي سياق متصل بينت قناة “DW” الألمانية أنّ محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بالقرب من الحدود التركية، هي آخر منطقة تسيطر عليها الفصائل المسلحة، التي تتمثل غالبتيها بـمسلحي “هيئة تحرير الشام” المدرجة في قائمة “الإرهاب” العالمية.
وقالت “شيلر” محللة شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة “هاينريش بول” الألمانية تعقيباً على هذا التصعيد: “موسكو تكثّف الضغط على أنقرة، لأن روسيا تريد من تركيا تطبيع علاقاتها مع سوريا لأن ذلك سيكون مرة أخرى إشارة أكبر بكثير لأوروبا وكذلك لحلف شمال الأطلسي”.
بدورها نقلت بوقت سابق صحيفة “يني شفق” التركية -المقرّبة من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” عن مصادرها أن أنقرة اقترحت في المحادثات تأسيس آليّة تنسيق عسكرية مشتركة، لتجري عمليات مشتركة في مواجهة مراكز “الإرهاب”.
وبينت أن كلّ بلد سيتمثّل بمندوب ضمن هذه الآلية التي ستتّضح معالمها أكثر في الاجتماعات المقبلة.
كما كشف رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم” الصحافي “عبد الباري عطوان”، عن لقاء جمعه بالرئيس “بشار الأسد”.
ولفت إلى أن مسار التقارب السوري- التركي يشهد تطورات عدة، مشدداً أن الرئيس “بشار الأسد” أوضح في اللقاء أنه تم التوصل إلى تفاهمات، وسيكون هناك انسحاب تركي من الأراضي السورية، الأمر الذي سيؤدي إلى إعادة العلاقات إلى أفضل مما كان عليها في السابق.
وأشار إلى أن اتفاقية أضنة 1998 التي سبق أن نظمت العلاقات بين البلدين، ستكون أساس أي تفاهم مستقبلي.
وقد شدد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف” في ختام محادثات أستانا 20، أن سوريا وتركيا وإيران اتفقت على مفهوم “خريطة الطريق” التي قدّمتها روسيا بشأن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وأكد رئيس الوفد الإيراني؛ نائب وزير الخارجية الإيراني “علي أصغر خاجي”، أنّ روسيا وإيران وتركيا وسوريا لديها رغبة في إجراء اجتماع آخر في مستوى نوّاب وزراء الخارجية.
الجدير بالذكر أنّ أوّل اجتماع وزاري أُجري بين الجانبين السوري والتركي كان في كانون الأول 2022، إذ التقى حينها وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في موسكو، وصولاً إلى اجتماع معاوني وزراء الخارجية السورية والتركية والروسية والإيرانية، في 20 و21 حزيران الفائت.