الرعب الذي اجتاح الكيان الإسرائيلي ورؤوس الأفاعي التي توجهه كيفما تشاء مما فعلته المقاومة اليمينية في البحر واستهدافها للسفن التابعة للكيان وداعميه جعلت تلك الرؤوس تلتف على بعضها محاولةً إيجاد طريقة لإنقاذ ذيلها الموحد من القطع.
ومما زاد زعزعتهم ما قاله رئيس اللجنة الثورية العليا لحركة أنصار الله اليمنية “محمد علي الحوثي” مخاطباً أصحاب السفن التي تتردد في البحر الحمر: “ننصح لتجنب المخاطر في البحر الأحمر عدم الذهاب إلى الموانئ المحتلة بفلسطين، عدم إغلاق أجهزة المناداة، والاستجابة السريعة لأوامر البحرية اليمنية، وعدم تزوير الهوية ورفع أعلام غير أعلام الدولة المالكة”، والذي يعتبر “فيتو” يمني ضد التجارة مع الكيان الإسرائيلي ومحاصرته، في مقابل إرسال الغذاء والدواء الى غزة.
البحر الأحمر كابوس الكيان وحلفائه…
وقد نفذت المقاومة اليمنية تهديداتها بفرض حصار بحري على الكيان مانعةً أي سفينة من العبور فيه، نصرة لغزة.
فقد احتجزت المقاومة اليمنية السفينة المملوكة للكيان الإسرائيلي “غالاكسي ليدر” جنوبي البحر الأحمر، واستهدافها سفينة “ستريندا” النرويجية المحملة بشحنة نفط كانت متجه نحو الكيان، بصاروخ بعد رفض طاقمها الاستجابة للنداءات التحذيرية.
وفي استمرار المقاومة اليمنية للوفاء بوعدها لغزة حتى النصر، فقد استهدفت أمس سفينتي حاويات كانتا متجهتين إلى الكيان الإسرائيلي، وهما (MSC Alanya وMSC PALATIUM III) وذلك بصاروخين بحريين مناسبين، مطمئنةً كافة السفن المتجهة إلى كافة موانئ العالم عدا الموانئ الإسرائيلية بأنه لن يصيبها أي ضرر وعليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً.
وجاء الاستهداف بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية وكذلك الرسائل التحذيرية النارية، ولن تتردد المقاومة في استهداف أي سفينة تخالف ما ورد في بياناتها السابقة.
حيرة غربية لمواجهة المقاومة اليمنية..
هنا اشتعلت أوساط الغرب خوفاً وبدأت الدعوات الغربية تتصاعد لتشكيل قوة بحرية “دولية” للدفاع عن الكيان الإسرائيلي، الذي يستورد 80 بالمائة من احتياجاته عن طريق الملاحة البحرية، التي شلتها المقاومة اليمنية.
فبالإضافة إلى دور القوات البحرية الأمريكية في المنطقة، في تأمين التجارة “الإسرائيلية”، دخلت القوات البريطانية والفرنسية عملياً في مواجهة مع المقاومة اليمنية، وهو ما كشفت عنه التطورات المتسارعة في المنطقة.
بدورها زعمت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجهتين نحو السفينة “ستريندا” بعيد ساعات من استهدافها من قبل المقاومة اليمنية، حيث زعم بيان وزارة الجيوش الفرنسية يوم الثلاثاء أن الفرقاطة “لانغدوك” متعددة المهام “حالت دون محاولة اختطاف السفينة”!
ومن أجل مواجهة المقاومة اليمنية زودت ألمانيا الكيان الإسرائيلي سفن من طراز ساعر وغواصات بالإضافة لدخول البحرية الفرنسية إلى جانب البحرية الأمريكية والبريطانية.
هنا بدأ الغرب يمهد الأرضية لتشكيل قوة دولية، أعلنت عنها أمريكا وتتألف من 38 دولة، تحت ذريعة حماية السفن التجارية وتأمين الملاحة البحرية، بينما أعلنت المقاومة اليمنية، أنها لم تهدد ولم تعترض أي سفينة في البحر الأحمر إلا تلك التي تتعامل مع الكيان الإسرائيلي.
في الختام..
ماذا ستفعل هذه القوة التي تزعم أمريكا أنها ستكون كبيرة لتواجه المقاومة اليمنية؟ وهل مواجهة المقاومة تحتاج لدمج قوة ثلاث دول تعتقد أنها عظمى بقوتها؛ أم أنها مجرد مزاعم للبدء بحرب عالمية كبرى خطوتها الأولى البحر؟