خلال اجتماع اللجنة المركزية قال السيد الرئيس “بشار الأسد” عن القضية الفلسطينية: “ماذا يعني أن الشعب الفلسطيني نجح في التمسك بقضيته؟ إن القضايا التي تحمي الشعوب هي أهم درس، فهي التي تحمي الأوطان”.
وأوضح الرئيس “الأسد” أن الغرب عمل في الدعاية على أن المجتمع الجديد بعد سقوط الاتحاد السوفييتي هو مجتمع من دون عقائد، مجتمع لا يحمل قضايا، مجتمع لا يحمل إيديولوجيا، لا يحمل سوى الأفكار المادية، القضايا السريعة مثل الطعام السريع، أكل غير صحي، أفكار سريعة مادية تؤدي للسيطرة على هذه الشعوب.
وبين أنه يجب أن نعرف “الدبلوماسية” لأن البعض ينظّر كثيراً عن إجراء دبلوماسي قامت به سوريا، لماذا قمنا بهذا العمل في هذا المكان؟ لماذا لم نسر مع السرب؟ يعني التكتيك مؤقتاً، لا يعرف هو إلى أين يسير السرب.
وأكد على موقف سوريا اتجاه أمريكا، لماذا لم نساير أمريكا مثلاً في حربها على العراق عندما طلبوا منا شيئاً بسيطاً أن تخرج الطائرات الأمريكية فوق الأجواء السورية، مع أنه لن يراها المواطن السوري، ستكون على ارتفاعات عالية، لأنهم لا يعرفون بأن السياسة الغربية والأمريكية تحديداً تطلب منك المساعدة لكي تحميك بشكل مؤقت، ولكن أنت تجعلها أقوى، وعندما تكون أقوى سوف تنقض عليك وتقضي عليك، لا يعرفون أن الثور الأبيض أُكل عندما أُكل الثور الأسود، لا يفهمون هذه المواضيع، ينظرون إلى الأمور بشكل قصير الأمد.
ونوّه بأن الذي يحمينا من الرؤية القصيرة هو فكرة القضايا، لذلك؛ الدبلوماسية من دون قضية تديرها هي كالتكتيك من دون استراتيجية، وهي كالمناورة لكن من دون هدف، يعني أنا أناور لكي أصل إلى هدف.
وذكر الرئيس “الأسد” حديث له مع أحد الأشخاص منذ زمن، شخص غير سوري، كان يتحدث عن الذكاء السوري في السياسة، وكيف تجاوزت سوريا مراحل مختلفة، يتحدث عن أشياء قديمة ليس بالضرورة جديدة، مجيباً له: “لا..لا.. الذكاء لا يحمي، الذكي ينجح مرة وينجح عشر مرات ولكن في المرة الحادية عشرة سيسقط، والسقوط في القضايا الوطنية كارثي لا مجال للخطأ، ونحن بشر نخطئ ويجب أن نخطئ”.
ولفت إلى أن ما يحمي المواقف السورية هي المبادئ، وهي الثوابت، والثوابت تنطلق من القضايا، فعندما يكون لدينا قضايا، يكون لدينا ثوابت، وعندما يكون لدينا ثوابت يكون لدينا دبلوماسية تخضع لهذه الثوابت، من الممكن أن نخطئ في التكتيك بشكل مستمر ولكن يفترض ألا نخطئ في القضايا المبدئية.
وأشار إلى أنه لم ينتقد أحد من الفلسطينيين هجوم المقاومة في غزة بالرغم من كل الثمن الكبير لماذا؟ لأن هناك قضية، بالمقابل هناك من يقول في سوريا ماذا قدمت الدولة، البعض طبعاً، البعض من الانتهازيين.
وقال: “ماذا قدمت الدولة؟ ماذا قدمت أنت للدولة؟ لا، هو موجود للانتهازية، يأخذ ولا يعطي، نفس السياسة الغربية يأخذون كل شيء ويقدمون لا شيء، فإذاً هذا الموضوع خطير، عندما نخسر القضية سوف نخسر الوطن، هذا هو المختصر المفيد، ليست القضية أننا نحن إيديولوجيون وديماغوجيون ونبحث عن مبادئ كبرى نتعلق بها لأن نفسيتنا أو عقليتنا تسعى لهذا الشيء لمجرد أنها حالة نفسية، لا، هي مصلحة، نحن نتحدث عن مصلحة، ننطلق من المصالح، ولكن المصالح الحقيقية وليست المصالح الضيقة والانتهازية”.