لطالما ظنّ “بايدن” أن كلّ شيء يريده يأتي بقوة السلاح الذي يملكه؛ وأن تهديده باستخدام القوة العسكرية ستجعل من يوجه التهديد له يشعر بالخوف ويتراجع عن قراره مهماً يكن، خوفاً من ضربات أمريكا التي لا ترحم، إلا أن “بايدن” فشل في هذا أمام المقاومة اليمنية.
وفي هذا السياق؛ نقلت قناة “سي إن إن” التابعة للكيان الصهيوني، عن مسؤولين أمريكيين؛ أن “بايدن” يجد صعوبات بزيادة الضغط على المقاومة اليمنية، معتقدين بأن استخدام القوة الأمريكية ضد الجيش اليمني وحده لا يكفي، بل على العكس فإن القوة التي يهدد بها “بايدن” دفعت المقاومة إلى الرد بقوة أكبر.
وبينت “سي إن إن” أنه رغم القوة العسكرية التي يمتلكها “بايدن” لكن المقاومة اليمنية بثّت في قلبه الخوف؛ من أن تستمر باستهدافاتها للسفن التجارية المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر، ورغم ما فعلته القوة العسكرية ضدها، ولكن فوق كل ذلك، فهناك غموض فيما غيّرت أمريكا نهجها العسكري تجاه المقاومة اليمنية أم لا.
وأضافت أنه من جهة أخرى، وبما يخص الوضع في غزة؛ وخصوصاً ما يتعلق بوقف إطلاق النار، فاعتقد مسؤولون أمريكيون أنه إذا أنهى الكيان حربه على غزة، فإن المقاومة اليمنية ستوقف استهدافاتها كما وعدت.
وأشارت إلى أن أمريكا تفتقد لطريقة تقدر بها كمية الأسلحة التي دمرتها المقاومة اليمنية في أعقاب الاعتداءات الأخيرة على اليمني، وباعتراف المسؤولين فإن المقاومة مستمرة بمفاجأتهم؛ ذلك لأنهم يجهلون ما تخبئه المقاومة لهم.
وفي الواقع فإن هذه الأحداث متوقعة، فحيثياتها واضحة، و”بايدن” لا يملك خيارات إلا الاعتراف بما تفعله المقاومة في اليمن، وأن اليمن دولة قوية تمتلك قرارا سيادياً؛ ولها القدرة بالدفاع عنه.
وإذا أراد “بايدن” أن يحافظ على سفنه وسفن الكيان وكل ما يرتبط بها، فإن ذلك متعلق بوقف العدوان عن غزة ورفع الحصار، ولكن عندما تدعم أمريكا الاعتداءات على اليمن، وكانت المسؤولة عن الحصار، وكل فعلته واشنطن لن يجد نفعاً؛ فاليمن ما زالت صامدة، بل إنها تتطور عسكرياً وعتادها لم يتراجع، إضافةً إلى أن ما وضعته هدفاً لم تتراجع عنه.
إن الظنون الأمريكية بقوتها العظمى التي لا تنحني؛ قد كسرتها سفنها التجارية التي أصبحت مرمى لنيران المقاومة اليمنية، وأن الأشياء التي تريدها أمريكا واعتقدت أنها ستجري كما تريدها هي، تسير كما تريدها المقاومة، وكلما استمر الكيان بعدوانه على غزة، كلما استمرت اليمن باستهداف السفن، لذا فإن مرور السفن التابعة لأمريكا والكيان بسلام عبر الأحمر؛ مرهون بإنهاء الإجرام عن غزة، وإعادة الأمن والأمان لشعبها.