أخبار حلب _ سوريا
بعد زلزال 6 شباط من العام الماضي انتشرت الكثير من الأخبار التي تروع الناس وتخيفهم بأنه سيحدث زلزال، وبوقت محدد؛ ولاسيما العالم الهولندي “فرانك” الذي ربط حركة الكواكب بحدوث الزلازل، إلا أنه علمياً غير مثبت ذلك فلا يوجد علاقة بين حركة الكواكب وحدوث الزلزال، وإنما هي ظاهرة طبيعية ولا يمكن التنبؤ بها ولا بوقتها.
وهذه الإشاعات عادت للواجهة من جديد، حيث تناقلت بعض محطات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي أخباراً تتحدث عن توقعات بحدوث زلزال في الفترة الواقعة بين 9 إلى 26 آذار الجاري في تركيا وشمال سوريا بسبب دخول القمر بين الأرض والشمس.
وحول مدى دقة المعلومات المتداولة، أفاد رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور “محمد العصيري” أن الخبر عار عن الصحة، وغير دقيق علمياً لعدة أسباب، أولها أنه علمياً لا يمكن التنبؤ بفترة محددة لموعد الزلزال فكيف بوضع موعد محصور بفترة زمنية محددة، والأرض لا تتبع قوانيننا ومواقيتنا وزمننا.
وتابع أنه يومياً هناك العشرات من الزلازل الضعيفة في كل أنحاء العالم، وكل شهر هناك زلزال يحدث في مكان ما تكون شدته فوق 5 درجات على مقياس ريختر، وكل عام يحدث زلزال تتجاوز شدته 7 درجات على مقياس ريختر، إذا من الطبيعي أن تستمر الزلازل بالحدوث كونها ظاهرة طبيعية، ومن طبيعة الأرض، أما تحديد موعد الزلازل خلال الفترة المذكورة أعلاه فهو تماماً عارٍ عن الصحة.
وفيما يتعلق بكواكب المجموعة الشمسية، لفت “العصيري” إلى أنه فلا يوجد أي حدث استثنائي، فلا وجود لخسوف أو كسوف أو حتى اقتراب أو تلاصق للكواكب، هي في مداراتها الطبيعية، ومعظمها لا يظهر بالعين المجردة خلال هذه الفترة من العام، مشدداً على عدم وجود أي علاقة للظواهر الفلكية بالكوارث الطبيعية.
وبالسياق ذاته، وأشار إلى أن الكوارث الطبيعية لها علاقة بالأرض، دون أن ينفي الحديث أنها جزء من المنظومة الكونية ولكن التأثير الثقالي والجاذبي للكواكب أضعف من أن تسبب أي حدث على كوكب الأرض وخصوصا الزلازل، وهذا بإجماع العلماء.
وفيما يتعلق بالحدث عن صدع شمال الأناضول، وهو صدع نشط وتحدث فيه الزلازل بين فترة وأخرى، أفاد “العصيري” أنه بعيد عن سوريا ولا يصل تأثيره إلينا، بينما الصدع السوري، فالفترة الزمنية لنشاطه تتراوح بين 200- 250 سنة، وبالتالي لا توجد أي مؤشرات لأي حدث سيئ.
وبالختام، دعا إلى تجنب هذه الصفحات الصفراء التي تبحث عن الشهرة على حساب مخاوف الناس، وضرورة متابعة أخبار موثوقة المصدر تستند إلى البرهان العقلي والحجة العلمية.