أعلنت القيادة المركزية الأمريكية اليوم الاثنين عن انتهاء حملة أمنية شنتها “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” و ذلك بمساندة من واشنطن في مخيم الهول بريف الحسكة في سورية وسط اهتمام أمريكي مفاجئ بهذا الملف، وذلك بعد سنوات من تحذيرات نشرتها تقارير استخباراتية ومسؤولين من خطورة الوضع في المخيم.
حيث زعمت القيادة المركزية في بيان أصدرته حول هذه الحملة التي استمرت لمدة /28/ يوماً أنه تم اعتقال /300/ عنصر من تنظيم “داعش” و مصادرة /25/ كيلو غراماً من المتفجرات و /25/ قنبلة يدوية.
و نقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “مايكل إريك كوريلا” قوله: “إن الوضع في الهول أزمة دولية يتطلب حلاً دولياً و الحل الدائم الوحيد هو إعادة سكان المخيم وإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم”.
و نقلت صحيفة الشرق الأوسط” عن عضو القيادة العامة في قسد “نيروز أحمد” تأكيدها على أن “خطر المخيم لا يزال قائماً بسبب الأنشطة الإرهابية فيه”.
و أضافت أن “الخيام المكتظة التي يعيش فيها آلاف الناس تحولت إلى بؤرة للأفكار المتطرفة…هذا المكان لا يشكل تهديداً على منطقتنا فحسب، بل على العالم أجمع”.
و أشارت الصحيفة إلى أنه بالتزامن مع الإعلان عن انتهاء حملة “قسد” الأمنية شن مسلحين يشتبه بولائهم للتنظيم هجمات إرهابية بريف دير الزور الشرقي مستهدفين مواقع لـ قسد مما أدى إلى مقتل عدد من العناصر وإصابة آخرين.
و نقلاً عن صحيفة “الأخبار” اللبنانية فيما يتعلق بسر اهتمام أمريكا بملف مخيم الهول “أنه قد تكون قسد اختارت التوقيت بنصيحة أمريكية للفت نظر الجميع إلى دورها في محاربة الإرهاب.
و كشفت أن “قسد لا تستعجل تفكيك المخيم و لذلك فإن إجراءات ترحيل العوائل العراقية والسورية بطيئة بسبب المنفعة المادّية الهائلة التي تجنيها نتيجة صبّ كلّ المنظّمات الدولية تمويلها داخل الهول و لضمان عدم خسارة ورقة رابحة في السياسة في أيّ تسوية للأزمة في البلاد”.
مشيرةً إلى أن “استمرار وجود المخيّم سيؤدّي إلى بقاء الأمريكيين إلى أطول وقت ممكن في الأراضي السورية، ما يشكّل مظلّة مهمّة لقسد لتصمد في وجه أيّ محاولات لتفكيكها مستقبلاً”.
علماً أنه منذ أن تم إنشاء هذا المخيم تنتشر تقارير استخباراتية تؤكد أن هذا المكان مليء بخلايا تنظيم داعش الذين يعملون على إنشاء جيل جديد من التنظيم إضافة إلى التصريحات التي تؤكد أن القائمين على ضبط الأمن في الهول غير مؤهلين لهذه المهمة.
و في السياق ذاته نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مسؤولين تأكيدهم أن قوة الحراسة “الأسايش” التي تدير السجون المؤقتة لن تكون على مستوى المهمة، على الرغم من أن البعض يتلقون تدريبات أمريكية.
فإن الحراس يعملون دون إشراف أمريكي، إذ أفادت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية في حزيران الفائت بأن رواتب العاملين في المخيمات غير كافية، وهذا يجعلهم عرضة للرشوة.