أخبار حلب _ سوريا
من منا لايعرف قيمة الماء وأهمية وجوده في المحافظة على الأرواح والغذاء وكل شيء حي؛ والأمر المهم الذي يقلل من هدر المياه، هو زيادة كفاءة شبكات الري الناقلة للمياه سواء أكانت للشرب أم للزراعة، فكل قطرة ماء تهدر لها قيمتها إذا عَمَّ الجفاف البلاد.
حيث تزيد المعدلات المطرية لدينا في العديد من المناطق تزيد على الـ1600 ملم، لكن للأسف معظمها يذهب هدراً للبحر، ولا تتعدى نسبة الاستفادة عن الـ 35 % وهذه النسبة محسوبة بدقة في مجال سهل الغاب.
وفي هذا الصدد أوضح مدير الموارد الطبيعية والبشرية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور “محمد منهل الزعبي” أنه من المؤسف جداً أن تذهب مياهنا المطرية هدراً إلى البحر ، أو تضيع من دون الاستفادة منها، وخاصة في السنين الممطرة والمميزة كهذا العام، مشيراً إلى إن السدات الترابية في مختلف البادية السورية غير مؤهلة لتخزين المياه، فهي بأمس الحاجة إلى تاهيل وترميم قبل أي عملية تخزين، حيث تذهب مياه البادية عبر الوديان هدراً بلا طائل.
وأكد “الزعبي” أن سوريا من البلدان الممطرة رغم سنوات الجفاف التي مرت عليها خلال السنوات الماضية، ولذلك لابد من أخذ الحيطة دوماً والاستفادة من الأمطار الهاطلة بهدف استخدامها صيفاً في سقاية المحاصيل الزراعية، مبيناً أن العديد من المنظمات أسهمت دائماً في إنشاء العديد من السدات التخزينية لدينا، وكان لهذه السدات دور كبير وفعال في استقرار القاطنين في أعماق البادية.
وفي حديثه عن إيجاد حلول للمشكلة، أشار إلى الإسراع في تأهيل السدود والسدات المائية بهدف الاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها، وإما استنباط أصناف بذرية تتحمل موجات الجفاف، وبالتالي توفر المياه، هذا من جهة، أو من جهة ثانية الاستغناء عن زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، وخاصة أن الاقتصاد السوري زراعي بامتياز، فيجب التركيز عليه بكل أشكاله ومشاريعه لتعميق دور الاستثمار فيه.