أخبار حلب _ سوريا
بقلم الإعلامي: أديب رضوان
يتساءل الكثيرون لماذا هذا الحقد الأعلى على الدولة السورية من قبل بعض أنظمة الحكم بالمنطقة؟ فيما يبدو الجواب سهلاً للغاية بالنسبة للوطنين الأحرار في العالم، فقدر سوريا أن تدافع عن كرامة الأمة العربية وقضيتها المركزية “فلسطين”، فهي آخر قلاع العرب بوجه طغيان الاحتلال، وهي “قلب العروبة النابض كما قال الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، ومن هنا جاء هذا الغل الأعمى ضد سوريا من قبل أنظمة عربية وإقليمية وكيانات لم تعرف يوماً معنى الكرامة أو الدفاع عن الحقوق الوطنية.
عدو في الشمال وآخر في الجنوب
سوريا المحاطة بعدوين لدودين، في الشمال النظام التركي الذي استباح الأرض السورية ودعم الإرهاب فيها علانية واحتل أجزاء منها تحت مزاعم حماية الأمن القومي التركي فيما الوقائع تؤكد أطماع النظام التركي في الأرض السورية بدليل ممارسة هذا النظام لسياسة التتريك داخل الأراضي السورية؛ وفي الجنوب النظام الصهيوني الذي شارك أيضاً في دعم الإرهاب على مدى عقود في سوريا، ناهيك عن اعتداءاته المتكررة ضد المنشآت والبنى التحتية السورية ناهيك عن احتلاله للجولان السوري المحتل.
فسوريا قدرها أن تبقى صامدة بوجه هذين العدوين، وتكافح لتحقيق الاستقرار لشعبها في هذا المستنقع الذي تمر به المنطقة، وتواجه مؤامرة كونية عليها متمثلة بحرب إرهابية غير مسبوقة في التاريخ الحديث للأمم، والغاية منها تدمير الدولة السورية بكل ما تحمل من معاني الوطنية والكرامة والمبادئ والقيم، إضافة إلى مقومات الصمود والبناء فيها.
وهنا يأتي بيت القصيد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بشكل شبه يومي ضد سوريا والتي تستهدف البنى التحتية السورية، تحت عناوين محاربة الوجود الإيراني الشرعي فيها؛ فيما الهدف أكبر من هذه الجزئية فكيان الاحتلال يريد سوريا دولة فاشلة حامية لحدود الكيان المؤقت بدلا من بقائها شوكة في حلقه وكابوسا يقض أحلام هذا الكيان المغتصب.
واسطة عقد المقاومة
إذاً اعتداءات إسرائيلية ضد الأراضي السورية تأتي أولاً لدعم تحركات التنظيمات الإرهابية ضد الجيش العربي السوري، وثانياً لمنع استقرار البلاد التي خرجت منتصرة من حرب إرهابية كونية داعمها الأول كيان الاحتلال، وثالثاً شل قدرة الدولة السورية على دعم المقاومة وخيارها الوطني في المنطقة.
لقد حاول أعداء سوريا على مدى عقود من الزمن ومن خلال الحرب الإرهابية ضدها ثنيها عن مواقفها القومية والوطنية المدافعة عن فلسطين وعن القدس وعن الجولان وعن الحق العربي رغم الجراح التي أثقلت كاهل الدولة السورية جراء الإرهاب والعدوان ومخططات التآمر الغربي وأحيانا العربي والإقليمي ضدها.
وقد أكد السيد الرئيس “بشار الأسد” مراراً في أكثر من مناسبة أنه “على الرغم من الحرب التي تتعرض لها سوريا إلا أنّها لم تُغير من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال، وذلك انطلاقاً من المبادئ والقناعة العميقة للشعب السوري بقضية المقاومة من جانب، وانطلاقاً من المصلحة من جانب آخر، لأن المصلحة تقتضي أن نكون مع المقاومة”.
فالمقاومة وفق الرئيس الأسد “ليست وجهة نظر بل هي مبدأ وأساس لاستعادة الحقوق، وهي من طبيعة الإنسان”، وإن “سوريا التي يعرفها الجميع قبل الحرب وبعدها لن تتغير وستبقى داعماً للمقاومة”.
سوريا وإيران أمن مشترك
سوريا هي الخندق الأمامي في محور المقاومة وجميع قيادات المحور يؤكدون ذلك ويثنون على تضحيات الشعب والجيش السوري في سياق العمل المقاوم، وهنا ندرك كيف وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي قطعان الإرهاب مع بداية “ثورة الخراب” في سوريا؛ لتدمير أنظمة الدفاع الجوي السوري والهدف حماية حركة الطيران الإسرائيلي المعادي منها في استهداف الأراضي السورية.
سوريا وإيران والمقاومة اللبنانية والعراقية واليمينة محور تتطلع إليه الشعوب العربية بكثير من الأمل والضوء في هذا العالم المظلم، لجهة نصرته للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني وتشكيله مخرزاً في عين العدو الإسرائيلي ، ومن هنا يمكن قراءة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد سوريا وشعبها وجيشها وضد حلف المقاومة برمته.
ختاماً
إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تؤكد أن أمن سوريا من أمن إيران، والانتصار في سوريا انتصار لإيران، ومهما حاول أعداء الأمة العربية وضع العصي في عجلات العلاقات السورية الإيرانية فإن الفشل مصيرها، ومهما كان حجم التضليل الإعلامي حول حقيقة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف أولا وأخيرا السيادة السورية، فإن لسان حال الدولة السورية يؤكد أن النصر قادم لا محالة وإن محور الأعداء يكابد الهزيمة، وما يجري في قطاع غزة من ملحمة بطولية سيسجلها التاريخ لأبطال القضية الفلسطينية بدعم من محور المقاومة في مواجهة محرقة الاحتلال هو تأكيد على حتمية النصر المؤزر لأصحاب المبادئ والحقوق، وإن غداً لناظره لقريب.
تابعنا عبر منصاتنا :