أخبار حلب _ سوريا
انقلب السحر على الساحر، هذا حقاً ما يمكن أن يوصف الحالة الإسرائيلية وخوفها من الرد الإيراني فما عملت إسرائيل على فعله وزرعه في قلوب العالم حصدته خوفاً في عقر دارها ورهاباً من الرد الإيراني ومن لم تهذبه دمشق حق التهذيب تربيه إيران حق التربية.
مقاليد الخطاب الإيراني
بات جلياً أن الخطاب الإيراني غزا عقول الإسرائيليين فمواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت صارت محشوة بتكهنات لا حدود لها من طرق وكيفيات ووضعيات الرد الإيراني وبات الأمر عبارة عن حشد حقيقي في عقل الكيان وأصبح المستوطنين يخزنون الطعام والشراب ويجهزون أنفسهم لسكنى طويلة الأمد في الملاجئ وكأن الجيش الإيراني بات على حدود فلسطين المحتلة؛ لقد فاز الإيرانيون حقاً في معركة الحرب النفسية حيث خلقوا نمطاً من الخوف لن تغيره تطمينات “نتنياهو” ولا دعم أمريكا.
عنصر المفاجأة الإيرانية خارج التوقعات
قبل اليوم جربت إيران كل أنواع المواجهة غير المباشرة كالصواريخ الموجهة إلى الشمال والوسط، والصواريخ المضادة للدبابات، والطائرات بدون طيار، وحرب العصابات، وما إلى ذلك من حروب هي أقرب من كونها مناوشات عن كونها حرب لكن هذه المرة اختلفت المواجهة وتصعدت؛ لتصل لمرحلة المواجهة المباشرة من مستوى عالي جداً فالعدو الإسرائيلي بعد اعتدائه على مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وارتقاء شهداء من خيرة المستشارين العسكريين.
حتى بات الآن يقف على قدم واحدة بانتظار ما سينتج من رد واضح وحقيقي على عين الكيان فهذا الكيان تعوّد قبل اليوم أن يكون المواجهة مع عدو تراه دون تألفه أما اليوم فالمواجهة مع عدو لا تراه ولا تألفه وفوق كل ذلك هي مواجهة مباشرة لم يعتد على نمطها العدو.
وهذا ما زلزل قلب الكيان ووضعه في مواجهة حقيقية مع حقيقة زواله، أما عن نوع الرد فهذه قصة أخرى لا يمكن التكهن بها أصلاً؛ فالإيرانيون كانوا حريصين على أن يبقى العدو جاهلاً كيفية الرد ونوعيته ومكانه أيضاً، وهذا ما أخذ الأمور نحو احتمالات مفتوحة يجهل فيها العدو مقتله ويدرك الإيرانيون مأمن العدو فيأتون منه بطريقة الدول التي لا تخشى العقاب.
ما بين الخوف والقلق الكيان انسرق
هذا الكيان بعد غلطته في دمشق التي سيدفع ثمنها غالياً أصبح يتأرجح بين الخوف والقلق وبات مفهوم الردع الذي تولى ممارسته على دول المحور مجرد كذبة لم يعد يؤمن فيها لا هو ولا مستوطنيه وبات الكيان يتجه نحو اعترافه بالهزيمة الساحقة، وبات اليقين بما يسمى دولة إسرائيل الذي كان يوزعه “نتنياهو” نسيئة على مستوطنيه؛ صار اليوم يدفعه اليوم نقداً في مطار بن غوريون وقوافل الفارين من كيان أدركوا متأخرين أنه لن يصير دولة لهم مهما حصل وصار الأمر أشبه بجرو صغير ينبح على أسد ليخيفه وهو في يظهر الخوف في نباحه و عوائه.
فائض قوة أم فائض خوف
لا ينكر أحد أن العدو يملك من فائض القوة ما يمكنه من تدمير نفسه والعالم؛ فنراه يلوح بها فقط لا أكثر والردع هنا يفتقد إلى القسم الأهم من فكرة الردع الذي لوّح بها الكيان طويلاً، وهي قدرته على استخدام هذه القوة وعدم خشيته من أقدامه على هذا الاستخدام، وحالياً كل ما يقوم به هذا الكيان من إجراءات وتلويح وتصريح هي تشير بشكل حقيقي وواضح أن هذا الكيان خائف من الرد الإيراني الذي يميل إلى الحكمة أكثر من ميله إلى فكرة الرد المجرد والعسكرية البحتة.
ومجرد خلق هذا الانتظار في أروقة الكيان وعلى طاولات القلق الحكومية هو بحد ذاته انتصار مبطن لإيران ويوضح بشكل قاطع أن إيران هي من تملي قواعد اللعبة بينما الكيان منخرط في سيناريو الذعر والخوف بشكل كامل؛ لأن الخوف الذي يعشعش في قلب هذا الكيان هو العاطفة البدائية لكيان زائل لا محالة وكان يعتمد المجازر والقتل سلوكاً لبقائه لا أكثر، وأصبح جلياً أن المستوطنون بكل خوفهم باتوا يصدقون الخيارات السلبية المؤكدة الآتية من قبل تصريحات المسؤولين الإيرانيين على قسوتها وعنفها على الخيارات الإيجابية غير المؤكدة من قبل قادتهم وساساتهم الذين عهدوا منهم على طول الحرب الكذب والتطمين المنافق والادعاءات التي لا تفضي سوى لمزيد من الغرق في مستنقع الحرب على غزة.
(12) دقيقة كافية لتهذيب الكيان
في يوم 14\4\2024 وتحت الليل أرسلت إيران أبابيل مسيراتها نحو كيان تذوّق لأول مرّة في حياته نار إيران على مأدبة الرد المناسب، وتلقف صواريخ خيبر وكروز والصواريخ البالستية ومسيّرات كانت تغطي سماء القدس في مشهد قد يتكرر قريباً في مشهدية النّصر الأخيرة في القدس ورام الله والجليل وغزة وكامل فلسطين من النهر الى البحر.
وحسب التقديرات الأخيرة رغم التعتيم الإسرائيلي يبدو أن الكيان أصبح ملزماً بقواعد اشتباك جديدة (مطار بمطار وقاعدة بقاعدة) وبات استهداف المستشارين العسكريين الإيرانيين خطوة يحسب حسابها جيداً.
تابعنا عبر منصاتنا :