أخبار حلب _ سوريا
خاص أخبار حلب
بقلم: طلال ماضي
على ما يبدو أن الصفعة التي وجهتها طهران إلى الكيان الصهيوني كانت قوية جداً وأدخلته في دوامة لا يزال يدور فيها، دون أن يكون قادراً على التركيز وضبط تصريحات كبار المسؤولين لديه.
وهذه الصفعة التي فاقت التوقعات والحدود جعلت من الإعلام الغربي الداعم للكيان الشرير التكّهن ومحاولة إعادة الكيان الصهيوني إلى توازنه بهرطقة في الإعلام، والترويج بردّ مدوي ضد إيران، وطرح مناطق ومنشآت يمكن قصفها، وكأن إيران ليس لديها وسائل للدفاع عن منشآتها، وستسمح لهذا الكيان العربدة في المنطقة كما يشاء من دون حسيب أو رقيب.
ومع مرور الوقت وحرق التصريحات والصحوة التي فاق عليها كبار المسؤولين؛ توصلوا إلى نتيجة بعد اجتماع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي للمرة الثالثة دون الجرأة على اتخاذ قرار بشأن الرد على إيران، وأصبح يروج على أن خيار توجيه ضربة انتقائية لإيران يتضاءل مع مرور الوقت.
حيث أخذ مجلس الحرب بعد فشله يفكر بالبدائل عن الرد من طرح مبادرة فرض المزيد من العقوبات كون هذه العقوبات عبارة عن قرارات لا قيمة لها توقعها الدول التي تدعم الكيان، وتوصلت إلى قناعة أن الرد غير ممكن، وأي محاولة لإزعاج إيران سيكون الرد الإيراني براً وبحراً وجواً وستكون نهاية إسرائيل في المنطقة.
وقد بدأت جوقة الإعلام الداعم للكيان الصهيوني بالترويج عن ضغوط دولية كبيرة تمارس على إسرائيل من أجل منعها من الرد، ووزراء طالبوا رئيس وزراء العدو الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” بالتمهّل في الرد على إيران، ووزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا سيزوران إسرائيل للضغط عليها لعدم الرد على إيران، وسط محاولة خلق صورة ذهنية في الإعلام أن الكيان لم يرد ليس من جبنه وخوفه ولا من الرد الهائل والمؤلم المتوقع من طهران بل من الضغوط المفروضة عليه.
لكن مخاوف المسؤول الأمريكي التي نقلتها شبكة “سي ان ان” الأمريكية والتي تقول إن “أي تطور جديد بين إسرائيل وإيران سيطرح احتمالات كثيرة بعضها مخيف للغاية، وقد جاءت هذه المخاوف في مكانها وعلى ما يبدو أن هذا المسؤول مثقف ويتابع الموقف الإيراني بدقة ويقرأ ما بين السطور ويعرف حجم إيران جيداً في المنطقة.
وفي حال قالت كلمتها لا تتردد في تنفيذها، وردّت بصفعة قوية جعلت العالم يعد للعشرة قبل اتخاذ أي قرار، ومنهم مجلس الحرب الصهيوني الذي عد للثلاثين في اجتماعاته الثلاثة وخرج دون أن يجرؤ على أخذ أي قرار.
ما نأمله أن تعود الدول التي تدعم الكيان الصهيوني إلى رشدها، وتقف الحرب المجنونة وحمام الدم في غزة من أجل إعادة الأوضاع في المنطقة إلى التهدئة كما كانت سابقاً، وألا تتهور وتصب النار على الزيت، وأن تدرك جيداً أن لهجة المسؤولين في إيران في إنزال أشد العقوبات في حال تهور الكيان جدية إلى أبعد الحدود والاستعدادات الإيرانية لمواجهة أي تهديد على أعلى مستويات الجهوزية القتالية في أي مكان وأي زمان، وردها سيطال مصالح ومنشآت من يدعم الكيان قبل أن تطال الضربات الكيان الصهيوني وتزلزل أركانه.
وإذا أراد الكيان الرد بالتصريحات والهرطقة والبروباغندا الإعلامية وإظهار الكيان أنه لم يرد كونه تعرض للضغوط؛ فطهران غير معنية بالفقاعات الإعلامية ولا بمن يسربها، ولديها القوة والعزيمة والإرادة لبتر يد كل من تسول له نفسه الاقتراب من مصالحها.
تابعنا عبر منصاتنا :