أخبار حلب _ سوريا
يبدو أن الحرب وإن رحلت عن هذه البلاد إلا أن تبعاتها لم ترحل، وعلى رأس هذه التبعات هي مشكلة الطوابير، فأينما يممت وجهك تجد طوابير، وأينما قصدت ستصطدم حتماً بالطوابير، فهناك طوابير للخبز، وطوابير للبنزين، وطوابير للمعونات، وطوابير أمام الهجرة والجوازات؛ فهل حقاً اعتاد الشعب فكرة الطوابير وعممها على كل شيء؟
لكن أكثر ما يمكن أن يلفت انتباهك هو طوابير الصرّافات الآلية وبالأخص صرّافات البنك التجاري، ومن المعروف أن معظم هذه الشريحة التي تقصد الصرّافات هي إما آباء وأمهات شهداء أو نساء شهداء أو جنود يقضون ساعات ليتقاضوا رواتبهم ويتمكنوا من العيش لشهر آخر جديد.
أعطي العامل حقه قبل أن يجف عرقه
أليس هذا ما وجهنا إليه إسلامنا الحنيف؟ فهل من العدل بمكان أن ترى طوابير للنساء وطوابير للرجال فيهم المريض والعجوز والمنهك من سهر الجبهات؛ يقف لساعات طويلة كي يتقاضى راتبه على دفعات تحت رحمة الصرّافات وانقطاع الشبكة والكهرباء والصراخ والمحسوبيات والتجاوزات التي تحصل؟
آلية عمل البطاقة تشبه التسول
تعمل البطاقة على آلية واحدة؛ ففي كل مرة يحق لحامل البطاقة سحب مبلغ (200.000) ليرة سوريّة فقط، ويحق له أن يسحب مبلغ بحد أقصاه هو (1.000.000) ليرة سورية في اليوم، وبناء على هذا سيحتاج الشخص إلى يومين ليقبض كامل راتبه ولو أجرينا عملية حسابية صغيرة وفرضنا أن كل عملية سحب واحدة استغرقت دقيقتين دون معوقات فسيستغرق كل شخص عشر دقائق (5×2 =10)، وعلى هذا كل ستة أشخاص يحتاجون إلى ساعة كاملة، وهنا يضطر البعض للنوم عند الصرّافات أو الذهاب إلى أساليب أخرى خارج نطاق القانون.
المعوقات والبدائل الغير قانونية
تعرض كثيرون ممن قابلناهم على طوابير الصرافات إلى مشاكل كثير منها على سبيل المثال لا الحصر:
– بعد وضع البطاقة في الصراف قد يبتلع الصراف البطاقة وهنا يحتاج الشخص للخروج من الطابور وتقديم أوراق ثبوتية لمدير البنك أو الشخص المسؤول كالهوية الشخصية أو ما يعادلها كي يتمكن من استعادة بطاقته المصرفية.
– بعد وضع البطاقة والقيام بالخطوات المطلوبة يلفظ الصراف البطاقة دون أن يخرج المبلغ المطلوب وهنا تحسب أنه قبض المبلغ دون أن يقبض وهنا يحتاج الشخص لمعاملة تشبه معاملة حصر الإرث كي يتمكن الشخص من استعادة المبلغ الذي ابتلعه الصراف.
– انقطاع الكهرباء أو الانترنت عن الصراف وهذه مشكلة متكررة جداً وتعاني منها هذه الشريحة هذا عدا حالات السرقة المقصودة من بعض ضعاف النفوس للموبايلات وغيرها.
الحلول الملتوية.. من المستفيد؟
العبارة الأكثر إيلاماً لشريحة الصرافات هي (الصراف عطلان) ولا أحد يدري لماذا كل هذا العدد من الأشخاص محصور ببضعة صرافات في حلب لا تتعدى أصابع اليد الواحدة؟ ولماذا الصرافات معطلة أصلاً ومتروكة دون صيانة دورية قبيل كل رأس شهر؟
وكي يتجنب البعض هذا الوقت المهدور من إجازته أو من الوقوف في البرد أو الشمس أو لتتجنب زوجة أو أم أو والد الشهيد هذا الموقف يتجهون نحو بعض ضعاف النفوس الذين يعملون سماسرة للصرافات والتعرفة واضحة للجميع وعلى عينك يا تاجر على كل (1.000.000) يتم قبضه من داخل البنك يتم خصم مبلغ(25000) إلى جيوب السماسرة، وبعض الموظفين داخل البنك ولكم فقط حساب المبالغ الطائلة التي يتم خصمها من لقمة عيش المواطن لتذهب إلى أناس عملهم ووظيفتهم أصلاً هو تسهيل أمور الناس داخل البنك ويتقاضون راتباً من الدولة على هذا الأساس.
الحلول عند البنك أم عند الصراف
الحلول عند المعنيين يجب أن تكون جذرية إما بزيادة عدد الصرافات لتلبي هذا العدد الكبير من الشريحة، أو إيجاد بدائل حقيقية للخروج من نفق الابتزاز اللاأخلاقي من قبل السماسرة كالعودة للقبض بالإيصال عن طرق محاسب أو تنظيم القبض بطريقة تلغي هذه الأزمة تكريماً للشهداء الذين قضوا في سبيل الوطن كي لا يقف ذويهم هذه الوقفة يوماً ما.
تابعنا عبر منصاتنا :