بدأ السوريون يملؤون ورشات العمل، ونشاطهم في العمل يزداد شيئاً فشيئاً، منذ أن حطَت أقدامهم خطوتها الأولى على الأراضي التركية.
فقد حملوا الصبر زاداهم الوحيد وبدأوا يتسارعون للعمل من أجل لقمة العيش.
فبينما كان أكثر الشباب التركي متجه للجامعات والمعاهد؛ كان السوري ينطلق للعمل، فكانت اليد العاملة السوريّة تزداد ويزداد معها النمو الاقتصادي التركي، هكذا حتى أصبح للسوريين وجودهم وأثرهم.
لكن للأسف، لم يكونوا يحصلون على حقوقهم، فكان السوري الذي يحمل بطاقة حماية مؤقتة (الكملك) لا يستطيع استصدار تصريح عمل، الأمر الذي أجبر السوري على العمل دون ضمان اجتماعي، هنا استغل أرباب العمل الأتراك النسبة الكبرى من السوريين بسبب عدم تسجيلهم في الضمان الاجتماعي،
مما حرمهم من العديد من الميزات فيما يتعلّق بالأجر وحقوق العمالة، هذا وقد مُنِع السوري الذي يحمل بطاقة حماية مؤقتة من ولاية أن يعمل في ولاية أخرى، فأصبح الحال يضيق على السوريين، طبعاً دون نسيان سلوك شريحة واسعة من الشعب التركي مع السوريين، باختصار كان السوري في تركيا ولازال متل خبز الشعير مأكول مذموم.
حتى أغلقت السبل أمام السوريين أصبحوا أمام طريقين، إما عودة طوعية، أو هجرة غير شرعية إلى أوروبا.
علماً أن الدولة السورية فتحت أبوابها لعودة المهجرين وقدمت لهم الإجراءات المناسبة، حتى أولئك الذين غُرِر بهم قدمت لهم الكثير من مراسيم العفو، لكن الدولة التركية لا تقبل عودة السوريين إلّا إلى مخيمات اللجوء.
لاستخدامهم ورقة ضغط على الدولة السورية واستجلاب المساعدات ( تشحد عليهم المساعدات) من ضمن المساعدات الكثير من الأسلحة تُهرّب إلى الجماعات المسلحة في إدلب، فما كان من اللاجئين السوريين إلّا اختيار الطريق الثاني وهجرتهم الغير شرعية لأوروبا، إذ أنه كان السبيل الوحيد لهم للعيش وتأمين لقمة عيشتهم.
الاقتصاد التركي وأزمةٌ متفاقمة
أصبح الاقتصاد التركي يتأثر سلباً، ليس لقلة الكفاءة التركية عدداً ومهارة؛ إنما بسبب العدول عن القطاعات التي شغلها السوريون، ما تسبب بنوع من الخمول الذي يحتاج إلى وقت لانسجام اليد العاملة التركية.
وهو ما سيؤذي أصحاب العمل، فمعامل فارغة وورشات تفتقر لعمالها، نقلتها عدسات أصحاب العمل، وهم يتحسسون أثر انخفاض أعداد السوريين متخوفين من العواقب، غاضبين لعدم وجود شباب تركي يسد الثغرة التي خلفتها خجرة السوريين من تركيا.
لم تعد الأوضاع في تركيا ملائمة للسوريين (عمل كثير، أجر قليل، استغلال أرباب العمل، وضيق معيشة) هذا ما حصدت أيدي أرباب العمل بعدما زرعوا.
وبالرغم من كل هذا فإن اقتصاد تركيا لن ينهار كلياً، لكنه يحتاجُ وقتاً ليعود ويقف على قدميه، لحين إيجاد شباب يأخذون أماكنهم بدلاً من السوريين.