أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: يزن العبودي
يتطور المشهد السياسي والعسكري بصورة متسارعة على جبهات القتال في فلسطين المحتلة وتتالى عمليات المقاومين البطولية، وإنجازاتهم الميدانية، في ظل الهجمات الإسرائيلية الهمجية التي تطال كافة أشكال الحياة؛ لتصبح الجبهات الساخنة قابلة للانفجار والتحول إلى حرب إقليمية، تظهر الهمجية الإسرائيلية التي تبحث عن أي نصر أو إنجاز ولو كان صغيراً، ورغبة أمريكا معلنة في تصعيد إقليمي يتجلى واضحاً من خلال ما كشفته الـ “cnn” بأن مسؤولين أمريكيين طمأنوا إسرائيل وأكدوا استعداد إدارة “بايدن” التام لدعم تل ابيب إذا نشبت حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ولكن دون نشر قوات على الأرض.
دول عربية وأجنبية تجلي رعاياها
دعت وزارة الخارجية الكويتية مواطنيها بالعدول عن التوجه إلى لبنان في الوقت الحالي وذلك نظراً للتطورات الأمنية المتعاقبة التي تمر بها المنطقة، ومن يتعذر عليه المغادرة التواصل مع سفارتها بشكل فوري؛ لتعلن في بيان لها نشرته على حسابها على منصة “اكس” عن زيادة أحجام طائراتها المتجهة إلى بيروت وذلك لزيادة السعة الاستيعابية للركاب الراغبين بالعودة إلى الكويت.
وفي السياق أبلغت وزيرة الخارجية الكندية “ميلاني جولي” نظيرها الإسرائيلي بأن بلادها تستعد عسكرياً لإجلاء رعاياها البالغ عددهم 25 ألفاً من لبنان، ولتحذو الخارجية البريطانية حذو الخارجية الأمريكية وترفع درجة تحذير السفر إلى لبنان لأعلى مستوى، وتشجع رعاياها الموجودين هناك على المغادرة فوراً.
حاملات الطائرات تتموضع وتصريحات متناقضة
وفقاً لشبكة “cnn” فإن حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية “جيرالد فورد” والسفن المرافقة لها تتجه نحو ساحل حيفا في فلسطين المحتلة، وحاملة الطائرات “يو اس اس” دوايت ايزنهاور” تصل إلى البحر المتوسط، بعدما أمرها الجيش الأمريكي بالعودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحسب ما أكده مسؤول أمريكي لوكالة “اسوشييتد برس” بعد 8 أشهر على وجودها في البحر الأحمر حيث خاضت ما وصفته البحرية الأمريكية بـ “المواجهة البحرية الأكثر شدة منذ الحرب العالمية الثانية، في ظل إعادة تموضع حاملات الطائرات وصفقات الأسلحة التي ترد إلى جيش الكيان الإسرائيلي؛ تظهر تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة “أي هجوم عسكري إسرائيلي على لبنان سيخاطر برد إيراني ما قد يؤدي إلى حرب أوسع، وواشنطن لن تكون قادرة على الأرجح على مساعدة إسرائيل بالدفاع عن نفسها في حرب أوسع نطاقاً، ومن الصعب صد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله عبر الحدود على إسرائيل، والولايات المتحدة تواصل محادثاتها مع القادة الإسرائيليين وتحذر من توسيع الصراع” فهل هذه التصريحات تعكس المواقف المرتكبة للإدارة الأمريكية أم تنطوي على نوايا غير معلنة؟
لمن يهمه الأمر
في ظل الحديث التهويلي المتصاعد عن حرب إسرائيلية على لبنان ينشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية في لبنان مقطع فيديو جديد بعنوان “لمن يهمه الأمر” تظهر فيه أهداف حيوية إسرائيلية لا تعلم بها إلا المنظومة الأمنية لدى الاحتلال ويعيد استهداف إسرائيل إلى العصر الحجري، وتضمن الفيديو مقطعاً من الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله وهو يحذر الاحتلال الإسرائيلي من أن قتال المقاومة ضده سيكون “بلا ضوابط أو قواعد أو أسقف” في حال فرضت الحرب على لبنان، وأرفق الكلام مترجماً باللغتين الإنكليزية والعبرية، كما وردت في الفيديو إحداثيات خطوط الطول والعرض للأهداف التي عرضت من دون تسميتها وفي كيان الاحتلال أبدت وسائل إعلامهم اهتماماً بالمقطع المصور، مؤكدة أنه تضمن تهديداً رسمياً لمقر وزارة الأمن في تل أبيب، وأورد الإعلام الإسرائيلي أن مجمع “هكريا” يظهر في الفيديو وهو يضم مقار ما يسمى وزارة الأمن وهيئة أركان الجيش والعديد من قيادات الأركان العسكرية العليا، إلى جانب ذلك ظهرت في الفيديو قاعدة أقمار صناعية عسكرية وقواعد عسكرية في منطقة “يهود” وأخرى في النقب والجليل يضاف إليها مرفأ أشدود ومطار بن غوريون ومصافي نفط في حيفا.
إصرار على متابعة الحرب وتخبط داخلي
في ظل الإخفاقات المتتالية التي تواجهها حكومة الاحتلال، يصر رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” على الاستمرار في الحرب الهمجية على غزة ورفح، متوهماً بالوصول لنصر جزئي أو إنجاز ميداني يعزز موقف حكومته التي شهدت مظاهرات مناهضة لها وتعتبر الأضخم منذ 7 أكتوبر، حيث نقلت صحيفة “يديعوت احرنوت” أن حوالي 150 ألف متظاهر تجمعوا في تل أبيب، ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية فقد طالب المتظاهرون بالإفراج عن المختطفين وإجراء انتخابات فورية، في حين طالب أهالي المحتجزين التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية وانتقدوا بشدة سياسة الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ لتتحدث وسائل إعلام إسرائيلية “لن يكون هناك نصر كامل ولن يتم تدمير حماس ولن يختفي حزب الله من الخريطة، عائلاتنا تتفكك وشركاتنا تنهار وجنود الاحتياط انقطعت ألسنتهم والجنود النظاميون منهكون حتى العظام، كندا تقترح على الإسرائيليين الهجرة إليها بسبب التصعيد في الشمال”.
أما فلسطينياً فتستمر حماس بموقفها المتمسك بوقف العدوان على غزة وفي تصريحات للحركة لوسائل إعلامية “إن موقف نتنياهو بشأن استمراره في الحرب تأكيد على رفضه قرار مجلس الأمن الأخير ومقترحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونطالب الإدارة الأمريكية باتخاذ قرار واضح بوقف دعمها للإبادة الشاملة ورفع الغطاء عن الاحتلال”.
ختاماً
تحول المنطقة إلى ساحة صراع إقليمي بات قاب قوسين أو أدنى خاصة إذا استمر التعنت الإسرائيلي والدعم الأمريكي والغربي له، لكن الأهداف التي يسعى لها الإسرائيلي ومن خلفه سيده الأمريكي سيكون لها ثمناً باهظاً جداً، فهل يمكنها تحمل التكلفة المترتبة على جر المنطقة إلى حافة الهاوية…..الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجئات.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News