أخبار حلب _ سوريا
خاص بأخبار حلب
بقلم: دانيا الغباش
عندما نتمعن جيداً في الصراع الذي يصب فيه الكيان الصهيوني كل ما أوتي من إجرام ووحشية على أطفال غزة، نفك عن أنفسنا قيود الضعف، محاولين بشتّى الوسائل أن نخوض تلك الحرب؛ التي يمارس فيها الكيان أبشع أنواع الظلم بحق نساء وأطفال، مدمرين كل أشكال الحياة.
ولأن خوض الحرب في أرض المعركة غير ممكن، والسلاح بعيد عن متناول أيدينا كشعب، والمهاجم كيان محتل متسلط غادر، كانت حربنا ضده لإنقاذ فلسطين من طغيانه، في هيئةٍ مجردة من سلاح الرصاص، مدرعة بسلاح المقاطعة، والانسحاب من كل ميدان، كان للصهيوني المجرم وجود فيه.
ولعل أهم الصور التي تمثل حرب الانسحاب، هي التي رأيناها بأبطال الرياضة، الذين حملوا بقلوبهم وذواتهم معنى العروبة والإنسانية والانتماء، فرفضوا بجدية أن يشاركوا الكيان حلبة اللعب بكل صورها، فتخلوا عن أحلامهم بالوصول للنهائيات، والتقلد بالميداليات الذهبية.
وربما ممن لا يعي للأمر شيئاً، يرى أن ذلك لن يترك على الظالم أثراً، معللاً بأن ميدان الرياضة لن يحلّ أزمة سياسية، أو ينهي عراكاً عسكرياً، إلا أنه أخطأ الظن فعلاً، فإن ما نفعله بحياتنا اليومية من علبة البسكوت التي نشتريها، حتى شاشة التلفاز التي نقلب بقنواتها بين برنامج وآخر.
حيث رفض اللاعبون الرياضيون في الأولمبياد الوقوف مع لاعب صهيوني في مبارزة واحدة، يعني أن أفعال الكيان الوحشية مزروعة في الصميم الإنساني، فكيف لقاتل مجرم أن يشاركنا ألعاب الترفيه في الأولمبياد، التي نمد أيدينا في نهايتها لمصافحة خصمنا ونحن ندرك أنها مجرد ألعاب، وهو في الحقيقة يقتل أطفالنا ويعتدي على النساء، ويهدم منازلهم ويخترق حقوقهم.
إضافة لذلك، فإن أي لاعب صهيوني يجد أن خصمه رفض الوقوف أمامه للعب، ستزرع بقلبه الضعف وقلة الثقة، وكأنه شيء بلا قيمة ولا أهمية، عدا عن أن المتابعين للأولمبياد، ومحبي الرياضة الذين لا يعرفون باباً للسياسة، سينتابهم الفضول لمعرفة أسباب الرفض المتكرر لمواجهة اللاعبين الصهاينة، فالذي لا يهتم للسياسة سيعرف أنه محتل مجرم، وبالتالي ستصل الصورة الحقيقية للكيان عبر رفض مواجهة، وقرار انسحاب.
ومع هذا، فإن أمراً آخر يشد بأنظار العالم نحو إجرام الكيان سوى الأولمبياد الذي رفع أسماء رياضيين وتوّج بطولاتهم، لا بكسب النزال فيه، وإنما بكسب العروبة والوفاء للقدس وأبنائه، ألا وهو مقاطعة المنتجات الغذائية؛ فعلبة البسكوت التي ندفع ثمنها مبلغاً ما، يركن خلفها مستفيد واحد، ونحن من يقرر من سيكون بمعرفة اختيارنا.
فجميع المحلات تعرض أنواعاً عدة من المشروبات والمأكولات، وصناعتها من دول عدة، وإن لم ينتبه صاحب المحل للدولة المصنعة، نستطيع نحن من نشتري أن ننتبه، وإن كان هناك سؤال عن السبب وعلاقة المنتجات بالكيان فالجواب بسيط؛ وذلك لأن الكثير من المنتجات الأوروبية، يعود مردودها المادي، وكل أموالها للكيان الصهيوني، وهذا لا يعني أن المال الذي أدفعه يذهب للكيان، وإنما الدول التي تبيعنا المنتج، تأخذ المال منا من أجل معامل أسلحتها تعمل، وبالتالي تزود الكيان بكل ما يحتاجه لضرب غزة.
فهل أموالنا تفعل كل هذا؟ هل الخمسة آلاف أو عشرة آلاف خاصتي تفعل هذا؟! نعم تفعل، عندما تفرغ المعامل الغربية منتجاتها الغذائية في دولة سيكون مردودها أكثر من كونها قطعة نقدية من فرد، في ميزانية كبيرة تملأ بها محلات دولة بأكملها، لتزجها بمعامل أخرى للقتل والتدمير.
ولإيقاف الدعم الغربي للكيان على الصعيد الاقتصادي والعسكري، لا بد من مقاطعة منتجات الغرب، لضرب اقتصادهم، وبالتالي الإخفاق في صنع السلاح، والفشل في دعم الكيان.
وختاماً.. فإن اليد التي لم تستطع أن تحمل سلاحاً لقتل الكيان، استطاعت أن تحرم نفسها من حمل ميدالية ذهبية حلمت بها من أجل غزة، واستطاعت أن تمنع نفسها عن شراء المنتجات الغذائية الغربية، عقوبة للغرب والكيان، ودعماً لأطفال غزة المحرومين من قوت يومهم، كما استطاعت أن تكتب وتنقل كل ما يحصل في فلسطين من جرائم صهيونية بشعة ليراها العالم بأسره، لإنقاذ فلسطين ودحر الكيان عنها بكل الطرق المتاحة، وهذا أضعف الإيمان.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News