ترددت عبارة “العقيدة النووية الروسية” على مسامع الكثيرين منذ بدء الحرب الأوكرانية، وإطلاق الولايات المتحدة الأمريكية تحذيراتها.
وهي تزعم أن روسيا قد تشعل حرباً نووية عالمية، وفي كل مرة كان يأتي الردّ الروسيّ بأن استخدام السلاح النووي لن يتم إلا وفقاً لبنود العقيدة النووية.
الأمر الذي أعاد تأكيده اليوم المتحدث باسم الكرملين “ديميتري بيسكوف” بأن استخدام النووي لايمكن أن يتم إلا وفقاً لبنود تلك العقيدة ناهيك عن أن الرئيس بوتين قد ذكر مؤخراً أنه لا يمكن أن يكون هناك منتصر في حرب نووية، ولا يجب اندلاعها مطلقاً عام 2020.
والجدير بالذكر أن موسكو في عام 2022 كانت قد أقرّت وثيقة وقعها الرئيس فلاديمير بوتين ونشرها الكرملين على موقعه الرسمي، متضمنةً “المبادئ الأساسية” لسياسة الاتحاد الروسي الرسمية بشأن الردع النووي.
وبحسب هذه المبادئ التي تتضمنها الوثيقة الروسية يهدف “الردع النووي” إلى أن يعي الخصم المحتمل حتمية الانتقام من قبل الاتحاد الروسي في حالة وقوع اعتداء عليه أو على حلفائه.
أما بالنسبة إلى الشروط التي تحدد إمكانية استخدام الأسلحة النووية من قبل الاتحاد الروسي، كما تنص عليها وثيقة “المبادئ العامة” فهي:
- وصول معلومات موثوقة عن إطلاق صواريخ باليستية ضد أراضي الاتحاد الروسي أو حلفائه.
- استخدام الأسلحة النووية أو الأنواع الأخرى من أسلحة الدمار الشامل من قبل أحد الخصوم ضد الاتحاد الروسي أو أحد حلفائه.
- مهاجمة أحد الخصوم لمواقع الاتحاد الروسي الحكومية أو العسكرية المهمة التي قد يؤدي تعطيلها إلى تقويض أعمال رد القوات النووية.
- الاعتداء على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية في الوقت الذي يكون فيه وجود الدولة في خطر.
- يجوز لرئيس الاتحاد الروسي، حال اقتضت الضرورة، إبلاغ القيادة العسكرية والسياسية للدول الأخرى والمنظمات الدولية باستعداد الاتحاد الروسي لاستخدام الأسلحة النووية أو بالقرار الذي تمّ اتخاذه بشأن استخدام الأسلحة النووية.
وفي سياقٍ متصل حددت الوثيقة أيضاً “مبادئ الردع النووي” في ثمان نقاط رئيسية:
وهي الامتثال للالتزامات الدولية الخاصة بالحد من الأسلحة، واستمرار الأنشطة التي تضمن الردع النووي، وقابلية الردع النووي للتكيف مع التهديدات العسكرية، وعدم القدرة على التنبؤ بنشاط الخصم المحتمل، من حيث حجم وزمان ومكان التوظيف المحتمل لقوات ووسائل الردع النووي، وإضفاء الطابع المركزي على الرقابة الحكومية على أنشطة الجهات والمنظمات التنفيذية الفيدرالية المشاركة في ضمان الردع النووي، وهيكلة وتكوين قوات ووسائل الردع النووي، وحفاظها على الحد الأدنى من الكفاءة لتنفيذ المهام الموكلة إليها، والمحافظة على الاستعداد الدائم لجزء محدد من قوات ووسائل الردع النووي للاستخدام القتالي.
وتشمل قوات الردع النووي للاتحاد الروسي القوات النووية البرية والبحرية والجوية.