أخبار حلب _ سوريا
لم تدخل المقاومة اللبنانية في الحرب ضد الكيان عن عبث، ولم تخُض في جبهة الإسناد لغزة إلا بعد تفكير وتنسيق، وكل ما يفعله الكيان الآن في جنوب لبنان كان متوقعاً، فحزب الله يعلم أن ضربات الموجعة للكيان ستجعله يردّ بطريقة رعناء وبلا دقة، فهو يعلم أنها إن لم تصبح حرباً حقيقية للقضاء عليه، فسيبقى متعجرفاً متكبراً، معتبراً أنه لن يجرؤ أحد على خوض حربٍ واضحة، وحزب الله كسر هذه الغطرسة وفعلها معلناً الحرب.
وقد ازدادت حدة المواجهات بين حزب الله والكيان الصهيوني بعد أن اعتداء الاحتلال بشن غارات عديدة منذ أيام على جنوب لبنان، فاستهدف حزب الله قواعد عسكرية ولوجستية إسرائيلية داخل عمق الأراضي المحتلة.
وإضافة لذلك؛ فقد اتسعت حالة المواجهة في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، محاولاً الكيان توسيع خطوط ناره معتقداً أنه من فتح الحرب على لبنان، إلا أن الحرب كانت بإرادة حزب الله وبالوقت الذي اختاره، فرد على الكيان من حيث يحتسب ولا يحتسب، وشتان بين مقاومة تستهدف قواعد عسكرية وبين عدو لازال ينفذ ذات السياسة التي نفذها في غزة عبر استهداف المدنيين والمربعات السكنية متجاوزا كل القوانين والأعراف الدولية.
وما لم يتوقعه الكيان، قامت الحرب التي لا يخشاها حزب الله، ويخوضها دفاعاً عن غزة، وعن لبنان أيضاً وشعبه، فأضاف إلى حصيلته مزيداً من الضربات الموجعة للكيان عبر تنفيذ هجمات صاروخية مستهدفاً قواعد عسكرية صهيونية عدّة.
حيث أعلنت المقاومة اللبنانية عن قصف المخازن اللوجستية للفرقة 146 في قاعدة نفتالي بصليّة صاروخية والضربة تحقق هدفها وتلحق خسائر فادحة في صفوف العدو، كما طال استهدافها مستعمرة كريات شمونة بصليّات من الصواريخ الثقيلة، أما صورايخ فادي 1 وفادي 2 فقد دكّت مطار مجيدو العسكري غرب العفولة للمرة الثالثة.
كما استهدفت مصنع المواد المتفجرة في منطقة زخرون بعمق 60 كيلومترا في عمق الأراضي المحتلة، وأما عن القواعد العسكرية فاستهدفت قاعدة عاموس وهي القاعدة الرئيسية للنقل والدعم اللوجستي للمنطقة الشمالية كذلك قاعدة ومطار رامات ديفيد بصليات صاروخية وكلا القاعدتين قصفتا بصواريخ فادي 2، كذلك استهدفت قاعدة عميعاد شمال غرب بحيرة طبريا، ومجمع الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفلون شمال حيفا.
وفي عين الاستهداف كانت المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا وثكنة يوآف بالجولان السوري المحتل ومقر قيادة الفيلق الشمالي قاعدة عين زيتيم شمال غرب صفد كذلك قصفت المقاومة قاعدة رامات ديفيد الجوية، وهي أهداف كان قد رصدها سابقاً هدهد حزب الله الذي لا مازال يخبئ في جعبته الكثير مما ستضربه المقاومة ولن يفلح الرقيب العسكري في كتم خسائره فيها.
وبالنسبة لهذه الحرب، فقد بين ممثل حركة الجهاد الإسلامي في طهران، “ناصر أبو شريف” أن حزب الله أكبر قوة عسكرية في المنطقة تواجه الكيان الصهيوني، موضحاً أن حزب الله اتخذ قرار مساندة غزة وتجنب الحروب المباشرة مع كيان الاحتلال وأطلق آلاف الصواريخ على قواعد ومراكز عسكرية صهيونية بعيداً عن استهداف المدنيين.
وقد أشار “أبو شريف” إلى أن كيان الاحتلال يصعد من جديد لإعادة مستوطنيه للشمال، لكن الأضرار كبيرة جداً وهناك 20 كيلومتر من الحدود اللبنانية معطل بشكل شبه تام وهي مشكلة هائلة وضخمة للكيان الصهيوني تسبب بالشلل الكبير لكل الشمال الصهيوني وانعكاساته على الداخل الصهيوني سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.
كما شدد على أن هذا يشكل جبهة ضاغطة بشكل كبير لوقف الحرب الإجرامية الصهيونية على قطاع غزة، مضيفاً أن الوحشية التي يرتكبها كيان الاحتلال هي انعكاس لحالة الخوف الشديد الذي يشعر به كيان الاحتلال الصهيوني.
وفي الختام، فإن قرار الحرب جاء في وقته المناسب ليؤكد أن الكيان أجبن وأضعف من المواجهة وأن له حدود يجب أن يقف عندها، وجرائمه التي يظن أنها قوته التي سينتصر بها، هي الحلقة الأولى من نهاية رحلته المعدودة.
تابعنا عبر منصاتنا :
تيلجرام Aleppo News
تويتر Aleppo News
أنستغرام Aleppo News