أخبار حلب _ سوريا
في ظل تصريحات نتنياهو الكاذبة وأبرزها تدمير حزب الله؛ إضافة لتصريحاته بخططه لتدمير إيران وكل من يفكر في تحدي الكيان، وفي ظل عمليات الاغتيال المتتالية التي يفرح بها؛ كشف جيش العدو الصهيوني فشل خطط “نتنياهو” واعترافهم بأنهم على شفا جرف من الهاوية.
حيث شكك الجنرال الاحتياط في الجيش الصهيوني اللواء “يتسحاك بريك”، بنتائج عمليات الاغتيال التي طالت عدداً من قادة حزب الله، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وما أشعلته هذه الاغتيالات من موجة ابتهاج وفرح كبير في الكيان، متعجباً من خروج البعض من قلب الكيان من سياسيين من جميع الأحزاب، إضافةً لكبار المعلقين العسكريين، والجنرالات المتقاعدين وغيرهم بضجة كبيرة بأنه بدأ عصر جديد في الشرق الأوسط، ظنّهم بأن الكيان بجيشه ومستوطنيه أصبح عاملاً مؤثراً وحاسماً في كل ما يجري في الشرق الأوسط، كاشفاً أن الحقيقة التي تجاهلها هؤلاء هي أن حزب الله ورغم الضربات التي تلقاها، لا يزال بعيداً كل البعد عن الهزيمة، فقد استعاد توازنه في غضون أيام قليلة ويواصل ضرب المستوطنات الشمالية، بل وسّع نطاقات قصفه الصاروخي إلى عكا وكريات ومستوطنات منطقة عناخ وصفد وحيفا وطبريا ومستوطنات السامرة وإلى قيساريا والخضيرة وكفار سابا وتل أبيب.
هذا بالنسبة للمقاومة اللبنانية، أما المقاومة الفلسطينية فاعترف “بريك” أن في غزة ورغم اغتيال “يحيى السنوار” إلا أن جيش العدو الصهيوني لم يستطع إسقاطها بشكل كامل، كما قال “نتنياهو” مراراً وتكراراً، فالمقاومة لا تزال موجودة في مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، ولا يزال عناصرها يخرجون من الأنفاق ويطلقون الصواريخ على دباباتنا وناقلات الجنود المدرعة وحتى بعد عام من الحرب، لا تزال المقاومة في غزة توقع العديد من القتلى في صفوف الجيش الصهيوني، حتى بعد مشاعر الفرح التي ساورت الرأي العام في الكيان الذي غذّته تقارير غير جديرة بالثقة من المستويات السياسية والعسكرية، فإننا لم نقترب بعد من انهيار المقاومة في غزة وانهيار حزب الله، بينما تستمر حرب الاستنزاف بكل قوة، وتتسبب في انهيار الكيان في كافة مجالات الحياة، لذلك قبل أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون من الآن فصاعداً، يجب أن نفهم بعض الحقائق التي تعلمنا الكثير عن حالنا في هذا الوقت.
وأقرّ بأن الكيان يمر بعدة مراحل صعبة وقاسية أبرزها:
1: الكيان يمر حالياً بمرحلة الانهيار الاقتصادي وإذا استمر هذا الوضع، فقد تصل إلى مرحلة العجز، خلال فترة زمنية قصيرة، أي حالة الإفلاس.
2: بسبب الحرب الحالية على غزة، سنخسر دول العالم، التي بات الكثير منها يرى أن الكيان، تجاوزت الخطوط الحمراء، وارتكبت جرائم حرب عدا عن وصمة العار الرهيبة التي تلصقها علينا محكمة لاهاي، بما سيؤدي إلى تحويلنا إلى كيان مجذوم.
3: أدت حرب الاستنزاف في غزة، إلى استقطاب رهيب في المجتمع الإسرائيلي فهناك كراهية واضحة بين القطاعات، وانعدام تام للثقة، وحديث عن عصيان مدني، وانقسام الإسرائيليين بين كيان صهيوني و كيان يهوذا، علاوة على تشغيل آلة السم، والانقسامات في المجتمع، التي تتسع إلى حدّ الخطر الذي لن يكون أمامنا طريق للعودة منه وهذا الوضع وحده سيؤدي إلى انهيارها.
4: الجيش الإسرائيلي سوف ينهك حتى النخاع فجنود الاحتياط وصلوا إلى نهاية قدراتهم البدنية والعقلية ومع مرور الوقت واستمرار حرب الاستنزاف، سيصوّت المزيد منهم بأقدامهم، ولن يكونوا مستعدين للتجنيد، وربما يرفضون تلبية أوامر الاستدعاء، أما الجنود النظاميون، فإنهم يعانون من الإرهاق في الحرب التي لا تنتهي، وإذا استمرت حرب الاستنزاف هذه، فقد نخسر الجيش البري.
كما كشف بأن كل هذه المراحل ولم ندخل إيران إلى المعادلة، فالاختيار غير الصحيح لأهداف الهجوم في ايران، يمكن أن يؤدي إلى التصعيد، وفقدان السيطرة من قبل الجانبين، واندلاع حرب إقليمية شاملة، ستصل فيها الصواريخ إلى المراكز السكانية الصهيونية، ولن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على القتال في أكثر من جبهة والحرب الإقليمية الشاملة، ستكون كارثية، يجب ألّا نقامر بمستقبلنا وعلينا أن نأخذ في الحسبان الاحتمالات الأكثر سوءاً.
ونهى “بريك” حديثه، من المؤسف أن بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت، وهرتسي هاليفي، يستطيعون اتخاذ قرارات خطيرة تشكل مقامرة بمستقبل الكيان، ويمكن أن تشعل الشرق الأوسط وربما العالم فغطرستهم وعدم مسؤوليتهم واضحة في تصرفاتهم، ولا يمكن الوثوق أو الاعتماد على رجاحة تفكيرهم الذي تحركه المصالح الشخصية، لذلك، فإن التعاون بين كلّ الإسرائيليين، لاستبدال القيادة السياسية والعسكرية الحالية، هو وحده الكفيل بإخراجنا من هذه المعضلة العويصة. فاستبدال كبار الضباط سيسمح بالتوصل إلى اتفاق سياسي يسمح باستعادة الأسرى، ووقف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يقترب بالفعل من الحرب الأهلية، ووقف انهيار علاقاتنا مع العالم، وأكثر من ذلك، يمكن أن ينقذنا من الانهيار الكامل الذي يقترب كل يوم أكثر.
تابعنا عبر منصاتنا :