قوات سوريا الديمقراطية أو ما يسمى ب “قسد” هو تحالف جماعات مسلحة كردية، عربية سورية، مسيحية سريانية آشورية وتركمانية.
تأسست قسد أثناء الحرب المفروضة على سوريا بتاريخ 15 تشرين الأوّل من عام 2015م ؛ وكانت مدينة القامشلي شمال سورية مقراً لها، زعمت في بداية الأمر أن هدف تشكيلها هو طرد تنظيم داعش من محافظة الرقة ومناطق أخرى في سوريا.
وأعلنت نفسها كقوة عسكرية وطنية متحدة لجميع السوريين تتألف من الأكراد، العرب، الآشوريين وجميع الأشخاص الآخرين المقيمين في المواقع الجغرافية السورية.
ولكنها لم تستطع أن تخفي أهدافها الانفصالية الخفية كثيراً خلف عناوينها الجامعة، والتي أسمتها “بناء سوريا ديمقراطية شاملة ذات حكم ذاتي”.
فقد أصدرت هذه القوات بياناً للتعريف بنفسها جاء فيه “إنها قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع العرب والكرد والسريان وكافة المكونات الاخرى”.
ولكن جاء هذا الإعلان في أعقاب إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم أسلحة لمجموعة مختارة من قوى مسلحة بغرض محاربة ما يعرف بتنظيم داعش.
مساحات حكم قسد الانفصالي في سورية
تبسط قوات قسد سيطرتها على مساحات شاسعة من سوريا، تتجاوز 35 ألف كيلو متر مربع من مساحة سوريا التي تبلغ 185 ألف كم مربع.
ويبلغ تعداد هذه القوات نحو 45 ألف مقاتل على أقل تقدير، أكثر من نصفهم من العرب بحسب بيان لوزارة الدفاع الامريكية.
وتلقت هذه القوات مؤخراً أسلحة ثقيلة من الولايات المتحدة من بينها ناقلات جنود ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة إلى جانب الذخيرة رغم المعارضة الشديدة من قبل تركيا التي ترى أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ليس سوى الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
قسد لا تستغني عن المستشار الأمريكي
تتلقى قوات قسد الاستشارة العسكرية من القوات الأمريكية على جبهات القتال إضافةً إلى الدعم الجوي من قبل الطيران الأمريكي خلال معاركها للسيطرة على مناطق داعش.
وفي معرض العلاقات بين أميركا وقسد قال المتحدث باسم “البنتاغون”، جون كيربي، إن الولايات المتحدة لم تغير موقفها من التعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”، رغم اعتراضات تركيا، واعتبر أن مهمة الولايات المتحدة في سوريا تستمر ولذا يستمر التعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية”
وفي هذا السياق أعرب كثير من المحللين عن ارتباطات مريبة لقوات قسد مع الدول الخارجية وخاصةً أميركا بأنها تسعى للخروج من عباءة الدولة السورية والتنسيق مع قوى خارجية تمكنها من إنشاء حكم ذاتي لها ضمن الأرض السورية تخضع لسيطرتها وحكمها.
إن حلم قسد بإقامة حكم انفصالي، أو فيدرالية على الأراضي السورية، يحول بينها وبين التفكير بمصالحها أو مصالح المواطنين القانطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فلا يمكنها أن تجعل مصالحها منفكة عن مصلحة الأمريكي طالما أنه يقدم لها الدعم والرعاية والحماية، حتى لو استنزف الأمريكي المناطق الخاضعة لسيطرتها بسرقة حقول النفط، مما يوقعها مستقبلاً بواقع اقتصادي صعب.