تستمر واشنطن وربيبتها إسرائيل بالعدوان على الأراضي السورية مبررةً هذه الاعتداءات بنغمتها المعهودة دوماً وهي ضرب القوات الإيرانية على الجغرافية السورية.
والتي تستهدف بحسب البيان الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية التي بررت اعتداءاتها بأنها جاءت رداً على استهداف طائرة مسيرة موقعاً للقوات المحتلة الأمريكية بسوريا.
مصرحةً على لسان وزير دفاعها “لويد أوستن” بأن واشنطن ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها وسترد دائما في الوقت المناسب والمكان اللذين تختارهما.
هذا التصريح الصادر عن البنتاغون الذي يشرعن الاعتداءات المتكررة للولايات المتحدة على الجغرافية السورية يحمل معه استمرار الرغبة الأمريكية باحتلال الاراضي السورية والاستمرار بنهب ثرواتها.
فيما يعبر أيضاً عن الرغبة الأمريكية بالحفاظ على قواعدها الاحتلالية في منطقة الشرق الأوسط.
فمنذ أيام ليست ببعيدة كان هناك مطالب من الكونغرس موجّهة للبيت الأبيض تطالبه بانسحاب القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط وقوبلت هذه المطالب بالرفض من قبل الأخير.
والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة تسعى لشرعنة احتلالها وتواجدها في سورية وبقية المنطقة بحجج واهية من أهمها ذريعة محاربة الإرهاب الذي كانت قد صنعته وذلك باعتراف رئيسها السابق دونالد ترامب ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون.
وبينما تشعر الإدارة الأمريكية والساسة الأمريكان بتراجع هيبة واشنطن على المستوى العالمي خصوصاً بعد الحرب الروسيّة الأطلسيّة وما نتج عنها من إعادة خلط أوراق على المستويين الدولي والإقليمي.
بالإضافة إلى المستجدات الحاصلة في العلاقات الروسية الصينية مع معظم دول منطقة الشرق الأوسط بما فيهم الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة.
فكل ذلك يسحب البساط من تحت أقدام الأمريكي لتكون كل هذه الاعتداءات التي يشنُّها بالتناوب مع الاحتلال الإسرائيلي حفاظاً على القواعد الأمريكية التي تعتبر مستعمرات هامّة لواشنطن.
فهي تؤمن لها استمرار التجسس على أعمال المحور المقاوم في سوريا الممثلة بإيران والحشد الشعبي العراقي وحزب الله.
فواشنطن تدرك بأنّ مستقبل تواجدها الاحتلالي في منطقة التنف ما هو إلا مسألة وقت وذلك لأنّ خيار المقاومة لطردها قرارٌ متخذ وطيلة الفترات الماضية كانت حقول النفط المحتلة امريكياً خاضعة لضربات المقاومة في تلك المنطقة .
ولعل البيان الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية الذي تلا عدوانها على عدة قواعد سورية بأن قواتها ستبقى في سورية لضمان هزيمة داعش بشكل مستدام مما يفيد ليس فقط سوريا بل المنطقة بأكملها.
وفي هذا البيان تأكيد أمريكي على عدم وجود رغبة أمريكية لإنهاء الاحتلال الأمريكي لمناطق شرق الفرات واستمرارها بالعمل على مشروع التقسيم المتمثل بالعملاء الكرد من قسد وغيرها من العملاء والخونة.
وإنّ الرد الذي جاء من قبل المقاومة السورية والقوات الرديفة يؤكد بأن هناك تنسيق بين الجانبين السوري والإيراني المدعوم بقرار روسي باستمرار الرد على الاعتداءات الأمريكية وضرب رأس الأفعى الأمريكية بما يجعل القرار الأمريكي باستمرار احتلاله لجزء من الجغرافية السورية مهمة صعبة المنال بما يمهد لحقبة سورية جديدة من الحرب لتنتقل الدولة السورية من مرحلة ضرب الأذرع الأمريكية المتمثلة بفيالق الإرهاب الدولي الأمريكي إلى ضرب القوات الأمريكية الأصيلة بما يرسم الخطوط العريضة لمشهدية عنوانها إجبار الاحتلال الأمريكي على الإنسحاب من الأراضي السورية.
فالمحتل الأمريكي لن يخرج من سورية دون أن يجبر على ذلك من خلال توجيه ضربات مؤلمة للرأس الأمريكي وبذا تكون سوريا ضربت عصفورين بحجر واحد، الأمريكي والربيبة إسرائيل التي تستمد قوتها بالتواجد الأمريكي في المنطقة وتقوم باعتداءات متكررة على سوريا دون أي تحرك يذكر من قبل مجلس الأمن الدولي الذي مازالت تتلاعب واشنطن بقرارته هو الآخر.
ولعل انعقاد جلسة مجلس الأمن قبل أيام قليلة بطلب روسيّ والذي كان موضوعه مناقشة العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا يحمل دلالات تصعيدية روسية حيال الكيان الإسرائيلي وهذا ما شكّل ارتباك بالغ وانزعاج ملحوظ لدى حكومة الكيان .
نهايةً يمكننا أن نقول بأنّ التوجهات الأمريكية تشي برغبة إطالة التواجد العسكري في سوريا وذلك ليس بهدف عمليات النهب للثروات وحسب، بل لإبقاء مسار ضغط على قوى صراع أساسية معها وفي مقدمتها روسيا.
وهي أيضاً محاولة أمريكية لإحداث إرباك وتشويش على موسكو من خلال البقاء بمقربة من حضورها وقواعدها العسكرية في سوريا.
ولكن محور المقاومة هيهات له أن يجعل الأمريكي ينال مراده ويحقق أمنياته فقد بدأت بإيقاع جدي وبشراكة دولية سورية إيرانية روسية ترى في إخراج المحتل الأمريكي ضرورة ومصلحة مشتركة وحاجة ملحة وهذا ما يجري العمل عليه بشكل جاد وحازم.