منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في فلسطين المحتلة، وبدء العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة بدأت المقاومة العراقية بالردّ على مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين بضرب قواعد الاحتلال الأمريكي غير الشرعية في سوريا والعراق، كونها المساعد الأول لإسرائيل في إبادة غزة.
وقد استهدفت المقاومة العراقية مرتين على التوالي خلال ساعات قاعدة للاحتلال الأمريكي في منطقة “تل بيدر” وهي من أكبر قواعد الاحتلال وأهمها، فهي مخصصة للأعمال التجسسية ومزودة بمنطاد ومنظومات رادارية متطورة، ومهبط للطائرات الحوامة والمسيرات، وتقع في أقصى الشمال الغربي في محافظة الحسكة على الجهة المعاكسة للحدود العراقية شمال غرب المدينة 35 كم.
وفي هذا السياق يرى مراقبون أن هذا الاستهداف يعطي بعداً جديداً في سلسلة الاستهدافات التي بدأت على يد أبطال المقاومة مؤخراً، حيث قدمت رسالة مفادها بأن جميع قواعد الاحتلال الأمريكي اللاشرعية في المحافظة تحت مرمى النيران ويمكن الوصول إليها.
وأشاروا إلى أن قدرة المقاومة بالوصول إلى هذا العمق في محافظة الحسكة وبمسافة تزيد على أقل تقدير بنحو 150 كم عن الحدود التي السورية -العراقية وضرب قاعدة الاحتلال الأمريكي في “تل بيدر”، سيعيد حسابات أمريكا في هذه القدرة المتنامية التي بدأت باستهداف قواعد الاحتلال القريبة من هذه الحدود، ومنها قاعدة “خراب الجير” التي تم استهدافها أكثر من مرة وكان آخرها الأسبوع الماضي حيث دوت فيها عدة انفجارات ليليها استهداف قاعدة “الشدادي” مرتين.
ولفتوا إلى أن شهود عيان أكدوا بأن صوتي انفجار سمعا في منطقة “تل بيدر” يبدو أن الأول ناتج عن تصدٍ لطيران مسير في السماء، والثاني ناتج عن نجاح وصول المسيرة الثانية إلى الهدف ضمن حدود القاعدة، حيث سارعت قوات الاحتلال الأمريكي إلى الانتشار في المكان واستنفار قواتها.
وأكدوا أن المقاومة لا تزال تملك الكثير من الأوراق الرابحة التي يمكن أن تؤلم الاحتلال باستهدافاتها، وأهمها استهداف الأرتال العسكرية المكشوفة التي تدخل عن طريق شمال العراق إلى محافظة الحسكة، وتسير بطرق مكشوفة تمتد لعشرات الكيلومترات، وهناك الدوريات التي تسيرها قوات الاحتلال الأمريكي في مناطق متعددة من المحافظة، يضاف إلى ذلك قوات الدعم الذي تقدمه وتنقله بين القواعد المنتشرة في شمال شرق سوريا.
والجدير بالذكر أن الردّ على جرائم الاحتلال الإسرائيلي جاء من المقاومة العراقية في ضربها لقواعد الاحتلال الأمريكي في سوريا والعراق، ومن المقاومة اليمينية من خلال ضرب الكيان الإسرائيلي بصواريخ بعيدة المدى، ومن المقاومة اللبنانية من خلال ضرب قواعد للاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية.