بعد خرق الكيان الصهيوني للهدنة الإنسانية المؤقتة خلال ستة أيام وذلك لأكثر من مرة وبأكثر من طريقة بشكل علنيّ.. وبينما يدور الحديث حول العالم عن الهدنة ما بين أخلاقيات المقاومة وممارسات الاحتلال واختراقته، كان هناك ضفة غربية تنزف بأنين يكاد لا يسمع.
مواجهات شرسة بعيداً عن الواجهة..
وفي هذا الصدد نشر موقع “العهد” الإخباري” مقالاً تحت عنوان ” بين الضفة الغربية وغزة.. “إسرائيل” في مستنقع الهزيمة الحتمية” جاء فيه: “صحيح أن المواجهات في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والاحتلال لم تتوقف وكانت دائماً تأخذ حيزاً واسعاً ومرتفعاً من التصعيد والحدة والشراسة، وذلك كان يحصل بمعزل عن المواجهة الدائمة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وبين العدو، ولكن لا شك أنه يمكن القول اليوم أنه يوجد ارتباط كامل ووثيق بين المواجهة الحالية في الضفة الغربية وبين الحرب على غزة”
حيث تشهد الضفة الغربية حرباً إسرائيلية واضحة وواسعة وعدواناً صهيونياً شرساً، غير بعيد عن العدوان على غزة، مع استخدام الاحتلال أكثر أسلحته فتكاً ضد الفلسطينيين العزّل من أبناء مخيمات ومدن وبلدات الضفة، مثل المسيّرات والقاذفات والألغام والتفخيخات التدميرية الواسعة الاستعمال.
فما هي عناصر هذا الارتباط؟
-عنصر الارتباط الأول هو الاحتلال نفسه وأجندته ومشاريعه التوسّعية والتدميرية لكل بنية الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية نفسها، واستهداف المقدسات وتجاوز قدسيتها، والتنكيل بالأسرى وبالمسجونين الفسطينيين في سجون الاحتلال، وتوسيع الاستيطان لناحية الجغرافية والتضييق على الفلسطينيين والتحكّم بحياتهم، والهيمنة على السلطات المحلية والسيطرة على قراراتها، وانتزاع كل مقدّرات الصمود من الشعب الفلسطيني، من سلطة حقيقية أو من أسلحة دفاع مشروع عن النفس أو من ما تبقى من أراض بعيدة عن احتلال المستوطنين.
-عنصر الارتباط الثاني يتمثّل بالمقاومة الفلسطينية هي نفسها في غزة وفي الضفة الغربية، بفصائلها الواضحة وبتطلعاتها الوطنية وبأهدافها للتحرير وانهاء الاحتلال وبمعزل عن وجود “ما يشبه” الهيكلية السياسية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغيابها عن غزة فرضت المقاومة الفلسطينية نفسها وخاصة في السنوات الاخيرة وبفضل صمودها وثباتها وعملها الدؤوب، مقررًا أساسياً في مواجهة الاحتلال، حيث لم تظهر هذه السلطة في أي موقف وطني حساس، إلا فقط بموقف المعرقل لاستراتيجية المقاومة الهادفة للتحرير ولإنهاء الاحتلال.
إسرائيل خاسرة بكل الجبهات..
ذكر المقال أن ما يجري اليوم في الضفة الغربية من مواجهات عنيفة بين الاحتلال وبين الشعب الفلسطيني، والمستوى العسكري الذي تخوضه “إسرائيل” في هذه المواجهة يأتي ذلك بسبب الخوف الإسرائيلي من تمدد المواجهة وتوسّعها بشكل يصعب عليها ضبطه لاحقاً، وهي اليوم تتدخل بوحداتها استباقياً وبعدوانية مفرطة على كامل مدن ومخيمات الضفة، من شمالها في جنين وطولكرم ونابلس إلى وسطها في بيت لحم وامتداداً إلى جنوبها في الخليل، محاولة ما يلي:
1_منع أي تمدد المواجهات وتطورها خوفاً من أن تصبح انتفاضة واسعة الضفة الغربية ستكون قاتلة لها لو حصلت
2_إبعاد أية امكانية لحصول عملية أو أكثر مثل عملية طوفان الأقصى التي نفذتها “حماس” في غلاف غزة وهذا الأمر غير مستبعد بتاتاً، حيث لأغلب فصائل المقاومة تواجد فاعل في كل مناطق الضفة الغربية ومدنها ومخيماتها، مع قدرة وإمكانية على القيام بذلك لناحية المقاومين الأشداء أو لناحية امكانية تواجد الأسلحة المناسبة لذلك.
تعثر الكيان بالضفة يؤكد خسارته..
أكد المقال أنه سيكون لتعثر الكيان في الضفة الغربية التأثير الأكبر في تأكيد خسارته الحرب على غزة، فمع عمليته الواسعة اليوم في الضفة والمترافقة مع ضغوط ضخمة عليه في حربه العدوانية على غزة هو مجبر على وضع جهود كافية ومناسبة لادارة هذه العمليات في الضفة والتي تتوسع يوماً بعد يوم وبالتالي سوف يضعف موقفه وتتأثر سلاً جهوده وقدراته أيضاً لناحية الجبهة الشمالية والتي ستكون نقطة الضغط الأقصى عليه فيما لو توسعت عليها الأعمال القتالية والأمر غير مستبعد بتاتاً لو قرر العدو متابعة حربه على غزة.
وتزامناً مع هذا الفشل الذريع فإن مسار المواجهة في الضفة الغربية يتدحرج وينخرط أكثر وأكثر جغرافياً وعملياتياً مع ما يجري في غزة فإن هذه المؤشرات إضافة إلى تداعيات التدخل اليمني على جنوب فلسطين المحتلة صاروخياً أو بالمسيّرات، وتداعيات هذا التدخل اليمني على تجارة الكيان واقتصاده وسفنه انطلاقاً من باب المندب ومياه البحر الأحمر وشمال المحيط الهندي وهاجس الجبهة الشمالية الذي يحاصر مسؤوليه السياسيين والعسكريين ومستوطني كامل بلدات ومدن ومستوطنات الجليل بدأت تتكون وبشكل واضح هزيمة الاحتلال في هذه المواجهة.
ختاماً فإن كل المحاولات البائسة للاحتلال من خرق هدنة وانتهاك قوانين لن تكون نهايتها إلا إنهاء الكيان كليّاً، فساعة سحق الاحتلال شارفت على الانتهاء، وعقارب زواله تدق الثواني الأخيرة