على الرغم من كل التهديدات و الرسائل التي حاول الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أسياده الأمريكيين إرسالها إلى قادة المقاومة.. إلا أن الرد الفلسطيني كان صاعقاً للأميركيين وأذنابهم فقد كبدت المقاومة الفلسطينية خسائر كبيرة للكيان الصهيوني وآخرها دبابة “باراك” التي تم الترويج لها في أيلول الماضي، فجاء اختبارها الميداني بعد أيام فقط وجرفها طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة في السابع من تشرين الأول 2023.
فما هي أبرز مواصفات هذه الدبابة ؟
إن الميزة الأساسية في الدبابة أنها تمكّن قائدها من خلال خوذة ” Lightning” القتالية التي يرتديها أن يرى ويمسح كل محيط الدبابة 360 درجة بمساعدة شبكة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار التي وضعت حول الدبابة، كما تعرض له جميع البيانات القتالية ذات الصلة على زجاجة الخوذة عن طريق تحريك رأسه، وبالتالي يبقى هو وجميع المقاتلين بداخلها.
ولا تنتهي مزايا الخوذة عند هذا الحد فإلى جانب قدرات المسح فهي تتضمن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تحدد مواقع الأهداف في الوقت الفعلي والتي يمكن نقلها بسهولة إلى مجموعات الهجوم والتسليح، وإلى الفرق الأخرى في ساحة المعركة (دبابات، آليات، طائرات، المدفعية، غرفة العمليات) كما زودت بنظام “سترة الرياح – Trophy” الذي زعم الاحتلال بأنه يحميها من الصواريخ والقذائف المضادة الدبابات.
والجدير بالذكر أنه بينما جرى تحسين مدفعها (طراز MG253 عيار 120 ملم وتحمل الدبابة 48 قذيفة من هذا العيار)، وجميع أسلحتها يتم التحكم فيها كهربائياً وهذا ما يجعل رمايتها النارية أكثر فعالية ودقة كما يمكن استخدام أسلحتها من الداخل بشكل كامل، وهو ما يمكنهم من إطلاق النار دون فتح أي غطاء، وهذا ما سيضعف من الروح القتالية لديهم أيضاً بشكل كبير.
ولهذه الدبابة بعض نقاط القوة ..ماهي ؟
1)قدرات مراقبة ليلية ونهارية متقدمة وكاميرات برجية وكاميرات أمنية وحماية محيطية.
2) قدرات معالجة الصور واستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم للاستخراج الفوري.
3) نظام حماية نشط يتمتع بقدرات استخلاص سريعة للمعلومات.
4) قدرة اتصال عالية مع تنوع القوات في ساحة القتال والارتباط بقوات إضافية، نظام اتصالات قتالي BMS.
5) تحسين القدرة على إغلاق دوائر النار بطريقة سريعة ودقيقة وعالية الجودة. القدرة على إنتاج واستيعاب المعلومات بسرعة، ونقلها إلى مجمع الهجوم وأيضاً بين الأذرع.
6) تمتلك نظام تحكم بالنيران متطور يسمى “ليشيم” بقدرات مراقبة متقدمة ليلاً ونهاراً.
كما استطاعت المقاومة الفلسطينية تحديد نقاط ضعفها بشكل مسبق من أجل استهدافها وهي :
1)مخازن الذخيرة الموزعة على الجانبين وفي الخلف.
2)الباب الخلفي.
3)المساحة بين البرج والهيكل.
4)خزانات الوقود، واحد في الأمام واثنان في الخلف.
5)المنطقة الأمامية السفلية الأقل تدريعاً في الدبابة، ويمكن بإصابتها تعطيل المحرك (هي بعكس أغلب الدبابات في العالم، يتواجد محركها في الأمام، وهو ما جعل عندها ضعف في المناورة أثناء القيادة بسبب نظام التعليق الأمامي، كما أنها تستهلك الوقود بشكل كبير بسبب دفعها الأمامي).
وتجدر الإشارة إلى أن كتائب القسام كشفت في العديد من الفيديوهات، كيف تمكّن مقاومون “استشهاديون” من الاقتراب منها ووضع عبوات العمل الفدائي عليها أو توجيه قذائف الياسين عليها دون أن يرصدهم طاقمها بل في بعض الأحيان تم رصدهم لكن جنود الاحتلال لم يستطيعوا القيام بأي ردة فعل.
وأخيراً.. ومن خلال ما حدث و ما يحدث الآن فإنه يمكن التأشير على نقاط عكسها نجاح عملية طوفان الأقصى وآخرها تدمير دبابة “باراك” التي شغلت اهتمام كبير لدى وسائل الإعلام المختلفة.