بقلم: دانيا الغباش
في ركب التطوير والتحديث كانت الدول تستمر في العمل لتواكب السير على طريق التقدم وتواكب الانفتاح على باقي الحضارات والثقافات.
وإذا ما عدنا إلى ما يقارب عشرة أعوام نرى أن سوريا كانت من أبرز الدول التي كانت تمضي قدماً في التطوير والتحديث حيث اهتمت سوريا بالقطاع الصحي والثقافي، وكانت التجارة والصناعة في سباق مع الزمن، كما برزت ملامح التطوير بالعمران والجامعات والتعليم، وكانت من الدول الآمنة التي تستقبل وتحتضن الجميع، ناهيك عن الحياة التي يعيشها الشعب السوري من بساطة من جهة وثقافة وعقول فعّالة من جهة أخرى، لذا كانت العيون الحاقدة تلتفت عليها متسائلين هل ستصل سوريا إلى مستوى الدول المتقدمة مع هذا العمل الدؤوب الذي تستمر فيه؟
في عجلة التطوير.. الغرب يخشى سوريا:
إن هذا التطور الذي تسير فيه سوريا لم يعجب الغرب يوماً، ولطالما كان يوجّه أنظاره إليها متسائلاً من أين لهذا الشعب كل كمية الأمان والثقة هذه؟ وإلى أين ستصل سوريا بشعبها الذي لا يمل عن العمل والاجتهاد في ظل موقعها الاستراتيجي الذي يساعدها بالنمو الاقتصادي والتجاري حتى الثقافي.
لذلك قرر الغرب أن يضرب سوريا باقتصادها مستغلاً الحرب التي أشعلها بمرتزقته وأذياله التي عاش عمراً وهو يفكر كيف سيزرعهم، فأطبق عليها حصاراً قاتلاً معتقداً أن سوريا التي لم تهزمها الحرب وتسقط حكومتاً سيقتلها الحصار الاقتصادي، لأنها إذا استمرت بتطويرها هذا فستنسف وجوده، وبحضارتها وثقافة شعبها ستنهي كل ما يحيكه الغرب لإنشاء جيل فاشل لا يهمه سوى اللعب والتسلية.
الغرب يطعن سوريا باقتصادها
خطط الغرب جيداً قبل أن ينفّذ حصاره الاقتصادي الذي كان خطة إضافية لهدم سوريا في حال لم تقع وتهزم في الحرب الملعوبة ضدها، فقام بمنع الغرب من الاستيراد والتصدير من وإلى سوريا، ولهذا التدبير تأثير واسع النطاق على السكان السوريين وعلى أسعار السلع الأساسية والمنتجات الطبية وعلى سير الحياة بشكل عام.
كما فرض حظراً على قطاع النفط السوري، والذي له تأثير كبير على الاقتصاد بالإضافة إلى فرض جزاءات اقتصادية ومالية على سوريا، وجزاءات أخرى تتعلق بقطاع الطاقة، وإمدادات الأسلحة، والقطاع المالي فضلاً عن قطاع التعدين، وفي الوقت نفسه عزز الغرب تدابير القيود المفروضة على سوريا في مجالات التسلح وإنفاذ القانون ومراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية.
كلّ ذلك أدى إلى تراجع قطاعات الاقتصاد وأبطأ عجلة التطور الذي كانت سوريا تسابق عليه باقي دول العالم، إذ أنهكها الحصار الاقتصادي بشكل كبير.
ختاماً..
رغم كل المؤامرات والضغوطات لم يقف الشعب السوري مكتوف الأيدي أمام الإجراءات الصارمة بحقه _وهو الخارج من حرب كونية_ وإنما بإرادته وإصراره نهض كطائر العنقاء رافضاً الاستسلام لمصير كتبه الغرب بأيادي الحقد ، ومن أجل أرضه وسمائه أقسم أن يسعى بكل الوسائل ليعيد سوريا كما كانت عليه ليواكب العالم بثقافته وإنجازاته، مسقطاً بذلك كل المخططات الإرهابية، شافياً سوريا بعزمه وصبره من داء الحقد الغربي المنهزم لا محالة.